أستانا «آخر».. لقاء الفصل!

تركّز مسوّدة البيان الختامي للاجتماع في أستانا غداً ولدوله الراعية تمهيداً للقاء جنيف على مطلبٍ لطالما ألحّت عليه الدول المتحالفة مع الدولة السورية بشأن ضرورة فصل المعارضة السورية عن التنظيمات الإرهابية كـ«النصرة» و«داعش» ومن لفّ لفهما في الإرهاب والحرب الدموية، وكل ما ينضوي تحت هذا الملف الإرهابي من تنظيمات تحمل العقيدة التكفيرية ذاتها.. والجميع يذكر في وقتها كيف كانت أمريكا الراعية للمشروع التقسيمي في سورية تتهرّب، وتراوغ، من دون أن تفي بأي من التزاماتها أو تعهداتها التي التزمت القيام بها أمام الطرف الروسي الذي حاول جاهداً ضمن اتفاقات متعددة مع أمريكا أن يضع يده على الفصل بين المعارضة والإرهاب، لكن من دون جدوى أو أي استجابة من الطرف الأمريكي.
غداً، يبرز العنوان ذاته من حيث ضرورة العمل على الفصل بين المعارضة والإرهاب كتنظيمي «النصرة» و«داعش»، حيث ستتم المباحثات والمحادثات بهذا الشأن في «أستانا» مجدداً على مستوى الخبراء، للهدف والغاية اللذين لم يتحققا إلى الآن في مسيرة العمل على الحل السياسي في سورية والذي يقتضي بالضرورة آلية الاصطفافات في خنادق متعددة لتحديد التوجّهات وخيوط الوصل باتجاهاتها الحقيقية، الإرهابية منها، وكذلك الدول الداخلة في معترك مؤامرة الحرب على سورية، والتي عليها أن تحدد مساراتها، أو تلك المعارضات التي من المفترض أن تنضوي تحت لواء الدولة السورية لمكافحة الإرهاب وإعلان النيات بأن الوطن هو الأغلى، وهو يتعرض حالياً لأشرس هجمة استعمارية في القرن الحديث.
إذاً، التركيز على الفصل في لقاء «أستانا» بين المعارضة السورية، وتنظيمي «النصرة» و«داعش» الإرهابيين هو الضرورة الحالية في مسار الحل السياسي للأزمة في سورية، ومسار التصالح أو المصالحات التي تجري عموماً في نطاق الجمهورية العربية السورية، من منطلق العفو عن أبناء البيت السوري الواحد، وطرد الغرباء ومكافحة إرهابهم الذي أتى ضمن مشروعات وأجندات وأهداف الغرب الاستعمارية في سورية والمنطقة.. هذا الإرهاب الذي فاق التوقّعات التي وضعها «مشروع الربيع» بما اتسم من دموية ودمار وخراب طال البنية التحتية والنفس البشرية بما ألحق بها من أذى التكفير الوهابي الذي نحتاج عشرات من السنوات القادمة لرأب تصدع النفوس التي تشربت أفكاره أو تأثرت بها، وعملت على تفسخ مجتمعاتها، ولاسيما المحيط الحاضن المبني على هذه الأفكار والمعتقدات، وقد برزت أمثلة كثيرة اتخذت من الإرهاب الدموي والقتل طريقاً لها، وميداناً لعملها وتنفيذ أفكارها ومعتقداتها.
فسورية التي تحتضن الجميع من دون تمييز بين عرق أو طائفة، ومن أولى المعطيات الحفاظ على سيادتها واستقلالها ووحدة أراضيها، مازال جيشها الباسل يقوم بواجبه في مكافحة الإرهاب وتنظيماته، ويحقق التقدم تلو التقدم مع حلفائه، ومازالت عجلة المصالحات المحلية في المدن والقرى التي دخلها الغرباء، وسيطروا على أجزاء منها، تسير بشكل ناجح جداً مع أبناء سورية الذين غرّر بهم، وحملوا السلاح في وجه دولتهم، ليقوموا تالياً بأداء واجبهم تجاه وطنهم الذي تربوا فيه، وحضنهم، ومازال.. مع العمل الجاد على استمرار وقف الأعمال القتالية في أنحاء سورية كلها، باستثناء التنظيمات المصنفة إرهابيةً، وكلّ التنظيمات التي تسير في طرقها الإرهابية.
اجتماع أستانا الثاني وقفة أو خطوة مهمة من حيث تحديد الفصل بين المعارضة والإرهاب، على طريق السير الجاد نحو الحل السياسي، وكذلك العسكري الذي سيطول الإرهابيين حكماً وكلّ من تعنّت ورفض رمي السلاح.
Raghdamardinie@yahoo.com

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار