مازالت مشكلة الازدحامات على محطات الوقود مستمرة وتشكل أرقاً كبيراً لسائقي المركبات الذين يعبرون من جانب هذه المحطات.. حيث تقوم الشاحنات الكبيرة وراسيات الشاحنات التي تصطف لاستجرار المازوت حسب البطاقة الذكية وتؤدي إلى إغلاق محاور الطرق بنسبة ٧٠٪ أحياناً كما يحصل عند محطة وقود في منطقة نهر عيشة، وشرطة المرور «أذن من طين وأخرى من عجين»، وهذه الممارسات شبه اليومية تتسبب بتأخير الطلاب والموظفين والعاملين والمواطنين لفترات قد تصل إلى نصف ساعة أحياناً عن أعمالهم واحتياجاتهم والمشكلة الأكبر من ذلك أن أغلبية هذه الشاحنات أو راسيات الشاحنات ليس لها عمل للنقل الداخلي ولا للنقل الخارجي .. وإنما فقط يقوم أصحابها باستجرار المازوت المخصص لهذه الآليات حسب البطاقة الذكية وبيعه في السوق السوداء لجني أرباح كبيرة من ذلك تغنيهم عن العمل الأساسي الذي تكلف به هذه الناقلات.. أي يسرقون بطرق ذكية وحسب الأنظمة والقوانين… ماذا يعني ذلك؟؟… استجرار المازوت على حساب المزارعين وعلى حساب وسائل النقل وعلى حساب مازوت التدفئة المخصص للمواطنين و و الخ.. لأن هذه الراسيات أو الناقلات أعدادها بالآلاف على مستوى جميع المحافظات فليس من المعقول أن تكون حصة العائلة الواحدة من مازوت التدفئة خلال فصل الشتاء بكامله ٥٠ ليتراً من المازوت فقط بينما الناقلة الواحدة تستجر في كل مرة نحو ٣٠٠ ليتر من المازوت… هناك خلل لابدّ من تسليط الضوء عليه لتحقيق العدالة ومحاربة هذه الأساليب غير القانونية، وما تحدثنا عنه بالنسبة لمازوت الناقلات العاطلة عن العمل يتماشى مع الغاز المخصص للمصانع الوهمية والعاطلة عن العمل على حساب احتياجات المواطنين من هذه المادة الاستراتيجية لجني أرباح غير قانونية أيضاً وبطرق “ذكية” فاسدة وسنتحدث عن ذلك في زاوية أخرى.