الكتاب المدرسي !

قال أبو الطيب المتنبي:
أعزّ مكان في الدنى سرج سابحٍ…. وخير جليس في الأنام كتاب
والمثل الألماني المشهور يقول (لا ينمو الجسد إلا بالطعام والرياضة ولا ينمو العقل إلا بالمطالعة والتفكير).
الكتاب ركن أساسي من أركان المعرفة، لما يحمل في طياته من علم ومعرفة، والقراءة مفتاح لها، ونافذة على الثقافات الأخرى، وتقاس حضارات الأمم بمدى رقيها وتعلمها.
الكتاب المدرسي المفتاح الأساسي لطلبتنا يعاني مع بداية كل عام دراسي من صعوبات عدة فرضتها جملة من الأمور بعضها خارجة إرادتنا نتيجة الحرب الإرهابية المستمرة على الوطن، والإجراءات القسرية أحادية الجانب المفروضة على سورية التي ساهمت في زيادة تكاليف طباعة الكتاب المدرسي، لكن بعضها الآخر متعلق بنا يتمثل في تأخير توزيعها مع مطلع كل عام، وانتظار الطلبة أسابيع لاستكمالها، وعدم انضباط البرامج الأسبوعية لأغلبية الصفوف المدرسية، وتلك قضايا يفترض أن تكون في متناول المعنيين، لأن أعداد الطلاب معروفة قبل بدء العام الدراسي، وكذلك الكوادر التدريسية، وحاجة كل مدرسة من الكتب وغيرها، وفوق هذا وذاك هناك ما يسمى الأسبوع الإداري، الذي يفترض بإدارات المدارس والمجمعات التربوية، بالتنسيق مع مديريات التربية في جميع المحافظات، أن ينطلق العام الدراسي من دون أي منغضات في هذا الإطار، فلماذا يحصل ذلك مع بداية كل عام، وتضيع معظم أيام الشهر الأول في تنظيم البرامج الأسبوعية، وتأمين الكتب، والكوادر التدريسية؟.
نقدر للمعنيين حرصهم وعملهم في طباعة ما يقارب من 40 مليون كتاب مدرسي، إضافة للبدائل المدرسية للعام الدراسي الحالي، وبكلفة مالية حسب تصريحات المعنيين وصلت لأكثر من 12 مليار ليرة.
الكتب الجديدة التي تطبع لأول مرة هذا العام وفقاً للمعنيين حسب تصريحاتهم هي منهاج سلاسل اللغات الأجنبية الفرنسية والإنكليزية (كتاب وأنشطة) لجميع صفوف مرحلة التعليم الأساسي ومرحلة التعليم الثانوي العام العلمي والأدبي وكتاب الفرنسي (كتاب وأنشطة) لجميع صفوف مرحلة التعليم الأساسي السابع والثامن والتاسع ومرحلة التعليم الثانوي العام (العلمي والأدبي) وكتاب التربية الوطنية للصف الثالث الثانوي العام والتربية الدينية المسيحية للصفوف التاسع الأساسي والثاني والثالث الثانوي العام وبعض كتب التعليم الثانوي المهني والتقني والمعاهد.
هذا يعني أن أي تأخير لأي كتاب من دون تلك الكتاب يشكل خللاً واضحاً في التوزيع، يتحمله جميع الأطراف المعنية سواء في الطباعة أو التوزيع على أمل تجاوز ذلك في السنوات القادمة، فهل نفعل ذلك؟

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار