الاستقرار الإداري !
الرياضة عطاء وتضحية وإبداع وعنصر نفسي مهم .. وعلى مدى التاريخ الرياضي نجد أن القيادات التي أبدعت في صنع وبناء الرياضة السورية هي قيادات تطوعت للعطاء وكرست وقتها لخدمة الرياضة السورية، ولكنها في الوقت نفسه قيادات وجدت الاحترام اللائق من القيادات المسؤولة عن الرياضة التي عرفت قدرها ووفرت لها الاستقرار اللازم وتابعت عملها عن كثب، فإن وجدتها على الطريق الصحيح شجعت وإن لمست تقصيراً وجهت وتبادلت الآراء للوصول إلى الأحسن .. وكان التبديل في مواقع القيادات الرياضية لا يأتي إلا للضرورات وضمن القنوات والشكل المقبول .
أي إن التبديل هو آخر الحلول، لذلك فقد كانت القيادات الرياضية تفكر وتنفذ كل ما لديها من طاقات باتجاه العمل والبناء والإبداع والعطاء وفي أجواء من الراحة النفسية التي تحتاجها الرياضة وذلك هو المطلوب .
في أيامنا الآن تتم تسمية القيادات الرياضية في إطار الإصلاح الإداري في شكل المؤتمرات التي تتنبأ بالنتائج قبل انعقادها ، لذلك فمن الطبيعي أن يفرز أي قرار عن فئات ترضى عنه وفئات ترفضه ، لا بل تعمل لإفشاله ليصدق المثل أننا نعمل في الرياضة يومياً 24 ساعة .. 22 منها نعمل لإفشال بعضنا والساعتان الأُخر للبناء ضمن الرؤية الخاصة بكل منا .
العديد من الاتحادات الرياضية وإدارات الأندية لا يشعرون بالاستقرار الإداري ومعظم عملهم يصب في خانة تثبيت مواقعهم وأصبح استقطاب رضا أسرة اللعبة أو أهل النادي همهم وشغلهم الشاغل ، فماذا بقي للإبداع والعطاء للرياضة السورية ، لماذا يتجه الكثيرون باتجاه التشكيك وصنع الفشل ، لماذا لا نصنع الرياضة السورية متعاونين متفقين، ولماذا لا يكون الشارع الرياضي من الإداريين والفنيين والجماهير والإعلاميين على الرأي الواحد! ولماذا لا يكون القرار الأهم للجميع هو الاتفاق ليبقى أملنا هو العمل الصحيح ؟