غريب أمر «السورية للتجارة»، ترى صالاتها مليئة بكل أنواع المواد والسلع، وتراها بعد قليل فارغة إلا من بعض « المطربانات» الهرمة المغبرة لا تجد من يمسسها ..اليوم هي مليئة بكل المواد والسلع، خاصة بعد أن «تقرر» أن تبيع السكر والرز والشاي والزيت, وكل ما لذّ وطاب على البطاقة الذكية لكن بالسعر الأسود, كل هذه المواد متوافرة حسب التصريحات.. لكن بعد تقاعد الدور الاجتماعي والدعم عن البطاقة.. هذا ما كنا نلمح إليه عندما تم إنزال الشاي والزيت عنها، وعندما تم فصل السكر عن الرز .. تتم الآن تصفية هذا الدور وتالياً إلغاء الدعم، ليس فقط عن هذه المواد, بل عن المازوت والغاز والبنزين وكل المشتقات النفطية، ونلاحظ القاسم المشترك بين كل هذه المواد أنها متوافرة بكثرة في السوق السوداء وبأسعار تفوق الخيال ومقدرة أي من أصحاب الدخل المحدود. فالمواد الأساسية أصبحت الآن في الصالات بأسعار مختلفة وعلى البطاقة، والمشتقات النفطية على الطرقات و« الأوكار» من دون بطاقة .. من تابع حركة ( اصطياد) المستودعات التي تحتكر بعض المواد الأساسية خاصة السكر يعتقد أن «السورية للتجارة» ومن خلفها وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك ستقوم حكماً بتخفيض أسعار السكر نظراً إلى تلك الكميات الكبيرة التي تمت مصادرتها وإعطاؤها إلى السورية للتجارة «لتسترزق» منها وتعيد ثقة « الغلابة» بها.. لكن ما جرى هو العكس، فبدلاً من ذلك تم بيعها على البطاقة بأسعار السوق .. ما نختلف عليه مع «السورية للتجارة» و« حماية المستهلك» هو ذلك الغموض السلبي الذي أخّر توزيع المقننات برغم توافر المواد وبكثرة .. وبرغم توافر التمويل الحكومي لها بمبالغ كبيرة جداً تفوق الدعم الذي تقدمه الحكومة لأي مؤسسة .. لكن النتائج تذكرنا بمقولة «البلاط»..!؟