لعنة الاستبعاد
عالم الشهرة الرياضية حلم جميل و مغرٍ للكثيرين من الرياضيين لأنه يفتح آفاق السعادة النفسية و إثبات الذات لديهم، و ينقلهم إلى حالة من النشوة و التميز المتفرد، و من هنا كان التدريب الفعال و الالتزام بأوقاته و متابعته بشكل ممنهج و علمي و بعيدٍ عن أي تداخل دوائي أو منشطات من قبل الرياضيين أو المشرفين أو المدربين من أهم عوامل النجاح الحقيقي و الوصول إلى التفوق المنشود و غير المزيف، ولكن هذه المعادلة خاضعة لاعتبارات عدة تحيط بمراحل إعداد هذا الرياضي و طريقة تدريبه و مدى ابتعاده عن تناول المنشطات الرياضية، لأن لجان فحص استخدام المنشطات الدولية فعالة و تقوم بدورها الأخلاقي و المهني و هي بالمرصاد لكل خطأ، و لا تتوانى عن استبعاد أي رياضي يثبت تعاطيه المنشطات و الأمثلة كثيرة على ذلك في كل دول العالم و منها ما حصل مؤخراً مع بعض الرياضيين الذين حرموا من المشاركة في أولمبياد طوكيو /2022 / باسم بلدهم لوجود اشتباه حول تعاطي بعضهم المنشطات، و هذا الأمر محرج على مستوى الدول، فليست دائماً الغاية تبرر الوسيلة عندما تكون النتيجة حرجاً أخلاقياً و تشويهاً لسمعة وطنية ولاسيما في البطولات الدولية، فالرياضي هنا يمثل السفير المحلّف لوطنه و من واجبه بل من حق الوطن عليه أن يحفظ عهده و يفي بوعوده و أن يبتعد عن كل ما يسيء أو يقلل من الحالة الوجدانية لديه، فتناول المنشطات اعتراف ضمني بالضعف أمام المنافسة الشريفة و الخوف منها و إقرار بفشل تأهيله على المستوى الأخلاقي من قبل مدربيه و متابعيه لأنه يتنازل و بسهولة و بإرادته عن جميع الصور الجميلة التي يتحلى بها الرياضي الملتزم واضعاً تاريخه الرياضي و إنجازاته العديدة و المتميزة في مهب الريح و عرضة للتشكيك و إعادة التدقيق فيها و ما يرافق ذلك مع اهتزاز لصورة الرياضي و المس بسمعته شاملاً بهذا الإحراج كل من له دور في إيصاله إلى تلك المراحل المتقدمة من المشاركات الدولية المهمة، ومن هنا نستخلص زبدة الموضوع و لبّه و هما: ضرورة خلق الروابط القوية المبنية على الصدق و المحبة و النصح و الالتزام المتبادل بين الرياضي و كل من يحيط به و العمل على تذليل الصعاب أمامه من قبل المعنيين و دعمه و مراقبته و الإشراف عليه ليكون محصناً ضد جميع الأخطار الخارجية و الذاتية ولاسيما الضعف أمام مغريات الشهرة و السعي للتميز بأساليب ملتوية، و أن نجعله قوي الإرادة و التصميم و متحفزاً للفوز بعزيمته و إمكاناته الذاتية الحقيقية.