صرح طبي حضاري
ابتسمت الحياة من جديد للطفل مرتضى كينار وأسرته، بعد نجاح العملية المعقدة لزرع الخلايا الجذعية الدموية، وهي الأولى من نوعها في سورية، في مركز زرع الخلايا الجذعية الدموية والمعالجة الخلوية للأطفال بدمشق، والذي سبق للسيدة أسماء الأسد افتتاحه في حزيران الماضي، ليكون أول مركز من نوعه لزرع الخلايا الجذعية لمعالجة الأطفال المصابين بالسرطان، وأمراض الدم الوراثية والمستعصية في سورية.
مرتضى الذي عانى ما يعرف علمياً باسم (النوروبلاستوما) وهو من أخطر السرطانات أو الأورام الخبيثة التي تُصيب الأطفال، تعود البسمة له مع تماثله للشفاء بعد العملية الناجحة التي أجريت له، من قبل كادر وطني متفانٍ في العمل، وحريص كل الحرص على النجاح والتألق، فبارك الله بجهودهم وعملهم الدؤوب، ومن القلب وشكراً لكل من سعى ووجه لهذا الصرح الحضاري المميز، رغم كل التحديات التي يعانيها الوطن، بسبب الحملات التحريضية والاعتداءات شبه اليومية عليه، من قبل حلف المتآمرين بقيادة الولايات المتحدة وربيبتها “إسرائيل”.
الفريق الطبي الذي أنجز المهمة يؤكد نجاح العملية التي أتاحت لمرتضى إعادة تكوين نقي العظام، وتالياً إعادة إنتاج الكريات البيض وخضاب الدم والصفيحات الدموية.
المركز إنجاز طبي وعلمي تزداد أهميته وسط التحديات التي تواجه الوطن، من جراء تداعيات الحرب على سورية والحصار الاقتصادي الظالم، ويشكل بوابة أمل إنسانية لشريحة كبيرة من الأطفال وأسرهم، لتحقيق الأمل بالشفاء والتعافي من هذا المرض، و إضافة للمهام المنوطة بالمركز سيؤسس لاختصاصات طبية متطورة في المستقبل القريب.
شكراً للجهود المشتركة التي ضمت فريق لجنة التحكم بالسرطان، وفريقاً من الاختصاصيين ومؤسسات رسمية، منها وزارات الدفاع والتعليم العالي والبحث العلمي والصحة لإنجاز هذا الصرح الطبي، علماً أنه يستقبل الأطفال المرضى من عمر شهر وحتى 14 عاماً.
مع إنجاز هذا الصرح الطبي تبرز هنا أهمية قيام المركز أيضاً مع الجهات المعنية ذات الصلة بالعمل على نشر ثقافة التبرع بالخلايا الجذعية في المجتمع، من خلال موقع إلكتروني خاص لهذه الغاية، واللافت هنا أن أصحاب الاختصاص يؤكدون أنه لا يوجد أي تأثيرات جانبية للمتبرع، ما يؤسس في المرحلة المقبلة لتسجيل البيانات الخاصة بالمتبرعين، ليكونوا عند الطلب حسب الحاجة، من خلال عملهم الإنساني في مساعدة المصابين من الأطفال المرضى، وكم نحن بحاجة لتعزيز ثقافة الأعمال الإنسانية على أكثر من صعيد.