في قصر مرصود
رحلت شهيدي عجيب حملت معها في صدرها الكثير من الأحلام والآمال التي لم تتحقق .. تفتحت موهبتها كالوردة، عشقت مهنة الصحافة وبرغم عفويتها وطيبتها كانت تحمل قلباً شجاعاً بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، عملت مراسلة حربية و كانت شاهد عيان على جريمة لا تغتفر بحق سورية وشعبها منذ بدء الحرب الإرهابية على سورية, وتنقّلت بين جبهات القتال مع أبطال الجيش العربي السوري في جميع المناطق, وثّقت انتصاراتهم وتضحياتهم وقدّمت لوكالة “سانا” آلاف المواد الصحفية من مقالات وأخبار وفيديوهات إضافة إلى الرسائل عبر إذاعة دمشق.
اختارت شهيدي مهنة المصاعب وفوق ذلك كان عليها أن تحمل همّاً آخر هو المرض العضال الذي أصابها.. تحملت الكثير من الوجع وفي كل لقاء معها كانت تتحدث عن عشقها لوطنها وتتغنى برائحة ترابه الذي سقته دماء الشهداء فأثمر بطولة ونخوة وتحدياً.
كتبت شهيدي في أحد المرات على صفحتها :
(احترفت الصبر على جبهات الألم وما زلت… مرضي اعتبرته معاناة شخصية لم أرغب بالإعلان عنه لكن رحلة الألم طالت.. ولا أعلم سأصل محطة الشفاء أم لا…).
شهادات جميلة لكل من يعرفها عن قرب، لقد عُرفت شهيدي الزميلة الراحلة بعشقها لوطنها وتفانيها في العمل وقربها من جميع الزملاء وبقيت تعمل حتى بعد مرضها حيث قاومت المرض بقوة وعنفوان ورفضت أن يهزمها واستمرت في إبداعاتها برغم الألم وجلسات المعالجة الصعبة وفي تقديم الأخبار للوكالة وكانت آخر مادة لها في الـ 11 من الشهر الجاري.
رحلت شهيدي عجيب المراسلة الصحفية الميدانية البطلة إلى رحابة السموات السبع مخلّفة الآلام والأوجاع وراءها .. إلى رحمة كبيرة وأبدية لا وجع فيها ولا صخب.. لكنها ستبقى رمزاً إعلامياً ووطنياً نفخر به.
كل التعازي الحارة من أسرة «تشرين» إلى أهلها وزملائها ومحبيها.