نتمنى على الحكومة الجديدة أن تكون أكثر شفافية وجرأة على توصيف الواقع أمام جميع المواطنين, وعلى الرغم من أننا ندرك بأنّ عدداً كبيراً من الوزراء لا يزالون مستمرين في الحكومة الجديدة, ولكننا نتحدث هنا عن قسم جديد ونهج جديد لابدّ أن تتبعه الحكومة في تعاطيها مع جميع المشكلات والمعطيات والاحتياجات التي تمس المواطن بشكل يومي, وخاصة ما يتعلق منها بالخدمات والأمور المعيشية… نتفق جميعاً بأنّ سورية تعرضت لعشر سنوات حرب جائرة تخللتها حصارات أمريكية وغربية اقتصادية ظالمة ومؤلمة وأكثر من حصد نتائجها هم المواطنون.. ولكن لابدّ على الحكومة الجديدة من الجرأة في مصارحة المواطن بالمعطيات والظروف التي تمر بها حتى تتولد ثقة كبيرة بين المواطنين وبين الحكومة ومفاصلها كي نكون جميعنا فريقاً واحداً لخوض جميع التجارب الضيقة والمشكلات والصعوبات ونتجاوزها بنجاح.. ولابدّ أن يكون هناك عدل في توزيع ما هو متاح وموجود ومتوافر خاصة في موضوع الكهرباء والماء والغاز والمحروقات…… إلخ فليس من العدل أن يكون توزيع هذه المواد منظماً في مكان ما وعشوائياً في مكان آخر, ويجب أن يوضع المواطنون بصورة حقيقة جميع الضائقات التي تمر بها الحكومة لأننا في حالة حرب وحصار, وتالياً نحن لسنا في حالة طبيعية حتى يكون العتب شديداً على الحكومة، فالصراحة والوضوح والعدالة هي السكة الحقيقية التي يسير بها المواطن جنباً إلى جنب مع حكومته ومؤسساته, وهذا ما يولد الطاقة الإيجابية والتشارك والتعاون الأهلي الخلاق لكي نعمل جميعاً بكل عزم وإرادة على إعادة بناء سورية الحديثة… ولفت نظري اليوم خلال لقاء مع وزير الإدارة المحلية حسين مخلوف تطرقه لأعمال ومشاريع كبيرة لوزارة الإدارة المحلية في جميع المحافظات والمناطق والمجالس المحلية, وأكد خلال هذا الحديث أننا من خلال العمل بصدق وتفان نستطيع أن ننجز الكثير, وأن نعالج أغلب مطالب المواطنين على الرغم من الظروف التي نمر بها, والحصارات الجائرة والظالمة التي تمر بها البلاد.