سنصعد الجبال
منهاج عمل متكامل وضعه السيد الرئيس بشار الأسد خلال ترؤسه أمس اجتماع الحكومة بعد أدائها القسم، تحدث خلاله عن كل الأمور التي تهمّ الدولة والمواطنين من الشفافية ومكافحة الفساد والتهرب الضريبي ودور الإعلام وتشجيع الاستثمار واستمرارية الدعم وأهمية المشاركة الشعبية في اتخاذ القرارات ودور المجالس المحلية وغيرها من الأمور التي تدور في ذهن الجميع خلال هذه الأيام وخاصة المواطنين.
ولعل تأكيد سيادته على أن الأولوية الآن هي للإنتاج وفرص العمل، بعد المرحلة السابقة التي كان فيها الأمن ضرورياً للبدء بالإنتاج والإقلاع به واستمراريته، هو من أهم الأمور الواجب على مسؤولينا على مختلف مستوياتهم الانتباه إليها، والابتعاد عن ربط بطء التنفيذ والإنجاز وضعف الأداء بظروف الحرب على سورية التي يفترض أنهم خبروها.
الصعوبات كبيرة لكن الحلول موجودة أيضاً، إلا أن ذلك يتطلب بذل المزيد من الجهود واتباع النمط العلمي في اتخاذ القرارات، التي تستوجب أولاً الإلمام بالمشكلات وأسبابها المباشرة وغير المباشرة، وثانياً معرفة ما لدينا من إمكانيات، ومن ثم صياغة المعادلات واختبارها وفق كل الاحتمالات للأمور التي قد تحدث بعد اتخاذ القرارات المخطط اتخاذها، والابتعاد عن التجريب لأن القرارات الخاطئة لها آثار كارثية على القطاع المستهدف حتى إن تم التراجع عنها.
ولعلّ الإصلاح المالي الذي شدّد عليه السيد الرئيس في كلمته أمس من أبرز ما يجب التركيز عليه في المرحلة المقبلة، من خلال العمل على إصدار تشريعات ضريبية تضمن حقوق الخزينة العامة للدولة، وتحقق مبدأ العدالة الضريبية، وتمنع التهرب الضريبي وإلحاق الأذى بحقوق المواطنين والدولة معاً.
إن صمود شعبنا الجبّار يتطلب مرحلة جديدة من العمل لتحقيق آماله، لهذا يجب توظيف كل الطاقات المتاحة لدينا وأهمها كوادرنا العلمية والأكاديمية وتفعيل مراكز الأبحاث والدراسات وإيجاد مراكز لجمع البيانات وتحليلها والاعتماد على أرقام المكتب المركزي للإحصاء ورفده بالكوادر المؤهلة لجمع البيانات والمعلومات وتوفير ما يحتاج من أدوات.
وفي حال طبّقنا ما ورد في كلمة الرئيس الأسد أمس سنصعد الجبال، ونبتعد عن الحفر، ونعيد إعمار بلدنا وإنساننا، ونضع سورية في المكان الذي يجب أن تكون فيه.