أين الكلمة اللؤلؤة ؟
يكتب الوطن نفسه على دفاتر الأيام .. وبالكلمة الصادقة تتنور الدنيا حتى في حالك الظلمة .. والعمل الصحفي كما أنه فعل واجب هو أيضاً خلال سنوات الحرب على سورية كان فعل زهو لأن ما حققه الإعلام بأدواته البسيطة مقابل فضائيات البترو دولار، رغم الحصار الإعلامي والحرب الناعمة ، استطاع أن ينجح بجدارة في كل الاستحقاقات التي كان يراهن الكثيرون على إشعال الفوضى فيها ونقل بقدر ما يستطيع الرسالة السورية إلى العالم ليفضح حقيقة الإرهاب الذي واجهه و بذل خيرة أبنائه دماءهم الطاهرة في مقارعته ودحره , وكأن الجيش العربي السوري قد قام بواجب الدفاع ليس عن سورية فقط وإنما عن العالم كله في وجه البربرية والهمجية والتوحش ولو أن النصر لم ينله بتضحيات السوريين لكان العالم اليوم في ورطات وأزمات لا يمكن تخيل نتائجها الوخيمة .
وكان الإعلام السوري بكل حضوره الإلكتروني والورقي والفضائي والإذاعي والتلفزيوني مستنفراً ومازال يحمل هموم مواطنيه على جبهة الوطن .
الكلمة التي حملتها الصحافة السورية كانت ولا تزال النور في إشعاعه الشمسي من يبدد الظلمة , غاشية تشيل بها الريح ,ومعاناة تترحل على جناح من كبرياء الصبر.
وكم يليق بهذا الإعلام وبالإعلاميين وبكل من يعملون على إعلاء شأنه أن ينالوا ما يستحقون بأن يكون مهنة فكرية , وبالتالي لا يمكن أن يستمر الإعلام تحت ظل قانون العاملين الأساسي وكأنه وظيفة عامة مع الاحترام والمودة لكل من يشملهم هذا القانون لكن في الإعلام الأمر مختلف , في حين إنه عطاء إبداعي ينهض بالوطن بكل ما يعنيه ويمثله .. كما العهد به نهوض جبار يبني ما يتم تخريبه ليكون هيكل الإعمار بوصلته لسان حال الوطن والمواطن .
الإعلام والإعلاميون يستحقون أن يكونوا في المكان الذي يليق بالوطن والمواطن وبهذا العمل الدؤوب الذي حقق انجازاً يوازي النصر الذي حققه الجيش العربي السوري والكل يعترف كيف أن الإعلام جعل من غير الممكن ممكناً ولم يزل الإعلام يضع يده على قلبه من شك في أن تكون الكلمة التي يحملها كإدراك السراب والقبض عليه لا تحمل ضمير الناس ووجعهم وأحلامهم ولا تصنع ورود ثلج نادرة متناثرة بين من يضع الوطن تاجاً فوق رأسه .
وكل من بايع الحرف وجب عليه أن يقسم وقد فعل الإعلاميون السوريون من دون تردد وعلى هذا النحو ستبقى الكلمة الحرة الصادقة نجماً مضيئاً على مجرة سماء الوطن تنير وتستنير ويفيض الفيض في هذه الاستنارة ما بقيت الأبجدية .