عندما تمطر وجعاً !

الغيوم البيضاء كانت تسبح في السماء الزرقاء ببطء وثقة .. تحجب أشعة الشمس القوية في ذلك اليوم الصيفي الذي لا ينسى ، كانت الصبية الصغيرة تبذل أقصى جهدها وتتحدى الظروف الصعبة التي أعاقت اكتمال تدريبها كما ينبغي أن يكون.. كانت تتحدى الإرهاب وانقطاع الكهرباء وشظف العيش و”كورونا” وقلة الحال وتنافس بقلب شجاع حملته من بلدها الجميل سورية.. لكن عزمها وصبرها وقوة إراداتها جعلتها تكسب الإعجاب والاحترام برغم الخسارة في اللعبة.. لكنها كانت أكثر من لعبة،  كانت تحمل رسالة بلد جميل هاجمه الإرهابيون مدججين بالحقد والكراهية لشعب يحترم الحياة ويضع الزهور فوق رأسه ويحمل حبات القمح بين يديه ويصلي فوق التراب الطاهر لبلد محب متسامح يفخر بشعبه ومواطنيه وألوانه التي جعلته ينبض بالمحبة والكرم والعطاء حتى للغرباء ..
صورة الصغيرة هند وهي تبكي أدمت القلوب وأيقظت المواجع .. كانت دموعها عفوية وبريئة كخصلات الشعر السوداء التي تطايرت فوق جبهتها الوضاءة وسط أنظار العالم التي تحملقت حولها..  كانت دموع حزن وألم .. ليس على النتيجة فحسب فالنتيجة كانت بعضاً من ظلم وظلمات أعلنتها الدول المستبدة بعقوبات أحادية منفردة تتعارض مع كل مواثيق العالم على وطنها وأهلها وأصدقائها وشعبها وطموحات جيل كامل أن ينال الفرص التي يحتاجها لإثبات مهارته وتميزه وإبداعه …
دموع الصغيرة جعلت الغيوم البيضاء تندف وجعاً كذرات القطن المندوف..أيتها الجميلة لقد رأى العالم بأم عينه تلك الجريمة التي لا تغتفر بحق الشعب السوري الذي تطوله العقوبات..لا بد من ضمير يسمع صرخات السوريين ووجعهم وبكاء أطفالهم وأنين مرضاهم .. وتلك الصخور الكبيرة المدببة التي تتكسر عليها أحلام جيل يتفتح كالوردة .. أين تلك الروح الرياضية وروح التسامح والإنسانية التي يتغنى بها العالم الذي يتشدق بأنه عالم حرٌّ؟ ..وكيف يكون حراً وهو يرمي الشباك ويأسر الدول بقرارات لا تمت إلى الشرعية بصلة ؟.
الصغيرة بكت أمام العالم .. وسادت لحظات صمت.. وقرر كل من لمس حماسها وصلابتها أنها تستحق الفرص أسوة بمثيلاتها وأنها برغم الخسارة .. كان الجميع يرى ولادة نجمة وبطلة .. أيها العالم افتح عينيك جيداً هناك في سورية شعب يعاني من الظلم والإرهاب ويحق له أن يصرخ بوجه الزومبي الأميركي والغربي: لماذا تقتلون الحياة في بلد حضاري نشر النور والأبجدية والحضارة في كل العالم ؟ وأنتم تعلمون أن كتب علمائه  لا تزال تدرّس في جامعاتكم .. لا نريد منكم معونة أو مساعدة فقط اتركونا نعيش ونحيا وارفعوا عنا عقوباتكم ووصايتكم .. فلدينا من الرشد والحكمة والإرث الحضاري والأخلاقي والروحي ما يجعلنا نتفوق عليكم ونعلّمكم كيف يكون الصبر والبطولة والإنجاز والعفو والتسامح عند المقدرة .

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار
1092طالباً بالثانوية العامة استفادوا من طلبات الاعتراض على نتائجهم قيمتها ١٥٠ مليون ليرة.. أين ذهبت مولدة كهرباء بلدة «كفربهم».. ولماذا وضعت طي الكتمان رغم تحويل ملفها إلى الرقابة الداخلية؟ الديمقراطيون الأميركيون يسابقون الزمن لتجنب الفوضى.. الطريق لايزال وعراً وهاريس أفضل الحلول المُرّة.. كل السيناريوهات واردة ودعم «إسرائيل» الثابت الوحيد هل هي مصادفة أم أعمال مخطط لها بدقة «عائلة سيمبسون».. توقع مثير للجدل بشأن مستقبل هاريس تطوير روبوتات لإيصال الأدوية عبر التسلل إلى دفاعات الجسم المكتبة الأهلية في قرية الجروية.. منارة ثقافية في ريف طرطوس بمبادرة أهلية الأسئلة تدور.. بين الدعم السلعي والدعم النقدي هل تفقد زراعة القمح الإستراتيجية مكانتها؟ نقص «اليود» في الجسم ينطوي على مخاطر كبيرة يُخرِج منظومة التحكيم المحلي من مصيدة المماطلة الشكلية ويفعِّل دور النظام القضائي الخاص.. التحكيم التجاري الدولي وسيلة للاندماج في الاقتصاد العالمي التطبيق بداية العام القادم.. قرار بتشغيل خريجي كليات ومعاهد السياحة في المنشآت السياحية