لم ينتهِ الانسحاب الأمريكي من أفغانستان بعد، حتى ظهرت بشكل أكثر وضوحاً معالم الفشل الأمريكي في تحقيق المزاعم التي ساقتها واشنطن منذ غزوها لأفغانستان بعد أحداث الحادي عشر من أيلول 2001 تحت مزاعم القضاء على الإرهاب، وإذ بحركة طالبان تتمدد وتبسط سيطرتها على نطاق واسع.
وفي السياق، باتت حركة “طالبان” حتى صباح اليوم تسيطر على خمس من عواصم الولايات الأفغانية البالغ عددها 34 بعد أن استولت على ثلاث منها أمس بما في ذلك مدينة قندوز، في هجوم كبير لم يستطع الجيش الأفغاني إيقافه.
وبفارق بضع ساعات يوم الأحد استولت الحركة بعد قتال عنيف على قندوز التي كانوا يحاصرونها منذ بضعة أسابيع، ثم سيطروا على ساري بول وتالقان عاصمتي المقاطعتين الواقعتين في جنوب قندوز وشرقها.
ونقلاً عن “فرانس24″،أكد المتحدث باسم “طالبان” ذبيح الله مجاهد، سيطرة الحركة على تالقان، مشيراً إلى ماسماه “عودة الأمن” إليها وإلى قندوز وساري بول اللتين سقطتا بأيدي الحركة.
وقال ذبيح الله حميدي أحد سكان تالقان عاصمة ولاية تخار: إن العنف بدأ في الصباح وانتهى الأمر بـ”طالبان” بالسيطرة على المدينة من دون كثير من القتال، وإن المسؤولين الرسميين والقوات الأمنية فروا من المدينة.
بدوره، أكد مسؤول أمني فرار القوات الأفغانية وقادة محليين إلى منطقة قريبة، قائلاً: فشلت الحكومة في إرسال مساعدات لنا، وانسحبنا من المدينة بعد ظهر الأحد.
وأشار مراسل وكالة الأنباء الفرنسية في قندوز إلى أن طالبان سيطرت على جميع المباني الرئيسة في المدينة.
في المقابل، قالت وزارة الدفاع الأفغانية: إن القوات الحكومية تحاول استعادة مناطق رئيسة في قندوز، مشيرة إلى أن عناصر الكوماندوس شنوا عملية تطهير شملت بعض الأماكن بما فيها الإذاعة الوطنية ومباني التلفزيون.
وتعد سيطرة “طالبان” على قندوز الأكبر عسكرياً منذ بدء الهجوم الذي شنته في أيار عقب بدء انسحاب القوات الأجنبية من أفغانستان الذي يجب أن ينتهي نهاية الشهر الجاري.
وفاجأت سرعة تقدم “طالبان” المراقبين وكذلك قوات الأمن الأفغانية على الرغم من المساعدة التي تلقتها من القوات الجوية الأمريكية.
عدا عن ذلك فقد حذّر المتحدث باسم المكتب السياسي لحركة “طالبان” الولايات المتحدة من التدخل في شؤون أفغانستان الداخلية.
قد يعجبك ايضا