مربط الفرس..!

على ما يبدو كل المواد الأساسية التي يحتاجها المواطن تتحول إلى سوق سوداء, وأبطالها تجار يتعاملون بها, ويلعبون بأسعارها, بطريقة بعيدة عن منطق الشرائع السماوية والقوانين الوضعية, بقصد الاستغلال وتكديس المال, وخاصة في ظل ظروف صعبة يمر بها بلدنا, نعاني فيها من نقص كبير في أساسيات معيشة المواطن نتيجة الحصار الاقتصادي الظالم والعقوبات الجائرة على بلدنا من جهة, وسرقة مواردنا الاقتصادية من قبل الاحتلال الأمريكي والتركي وأدواته في منطقة الجزيرة, الأمر الذي يساعد تجار الأزمات على زيادة فرص استغلالهم واحتكارهم لها, وافتعال سوق سوداء ترهق الخزينة العامة والمواطنين على السواء..!
وحال المياه اليوم كحال العديد من المواد والسلع الغذائية كالسكر والرز والخبز والزيوت والغاز والبنزين والمازوت التي تعرضت, (ومازالت) للسرقة والاحتكار من قبل ضعاف النفوس من التجار وبدؤوا باستغلال حاجة المواطنين لها, مستغلين انقطاع التيار الكهربائي لساعات طويلة, وموجة الحر الشديدة التي تفرض حاجة خاصة لصورة التدخل الجديد في المياه لخصوصيتها لدى الموطنين ..!
فكان التدخل السريع للمؤسسة السورية للتجارة باستجرار كميات كبيرة منها الشركة العامة للمياه وتوزيعها بالصالات الرئيسة, أو عبر سيارات جوالة لإيصالها للمواطنين بصورة مباشرة وإحداث أثر إيجابي ملموس لهذا التدخل لمسه المواطن من خلال عملية الشراء المباشرة, وبالأسعار النظامية التي وفرتها في المنافذ التابعة, أو عن طريق سياراتها الجوالة للحد من ظاهرة الاستغلال, واتساع رقعة السوق السوداء أمام ضغط الحاجة ..!
لكن مجموعة من الأسئلة هي ذاتها تطرح نفسها على بساط واقع التدخل الذي نسميه تدخلاً إيجابياً, لرسم صورة أشبه ما تكون خيالية, لأن ما هو مطلوب التدخل فيه يفوق حجم وإمكانات أهل التدخل, في مقدمتها: ما هو حجم التدخل, وما الإمكانات المادية والبشرية المطلوبة لتحقيق الأثر الإيجابي في ظل تراجع الأداء لنقص المال والإمكانات وحتى خبرة التسويق ..؟
وما الآلية التي اختلفت فيها عملية التدخل الإيجابي, عما كانت عليه المؤسسات السابقة..، وهل حققت اتساعاً ملحوظاً في الأسواق, وقدرة في مجاراة أهل السوق والخبرة في إداراتها..؟!
هناك الكثير من الأسئلة والاستفسارات بحاجة إلى إجابة أمام ضعف الإمكانات لأهل التدخل, قياساً بالظروف ومتطلباتها, فيد واحدة لا تصفق «وهنا مربط الفرس»..!
لابدّ من عودة من يصفق معها حتى نعود وننجز تدخلاً يليق بحاجة المواطن وتأمينها بصورة أفضل..! فهل من مجيب..!؟

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار