أينما تكون أمريكا يكون “داعش” وأخواته، وأينما يحضر “داعش” تحضر أمريكا.. معادلة باتت واضحة ولا تحتاج إلى مزيد من الأدلة، فالأدلة أكثر من أن تعد، ولعلها باتت من يوميات الاحتلال جنباً إلى جنب مع عمليات السرقة الموصوفة.
لا ترى واشنطن نفسها محرجة من وجودها غير الشرعي في مناطق احتلالها لأجزاء من الأرض السورية في الشمال الشرقي، وتالياً التعاون مع “داعش” وأخواته.
بالأمس قامت قوات أمريكية بنقل العشرات من إرهابيي تنظيم “داعش” من سجون ميليشيا “قسد” في مناطق سيطرة الأخيرة، إلى قاعدة عسكرية في محافظة الحسكة.
وحسب مصادر من المنطقة فقد قامت قوات من الاحتلال الأمريكي بنقل 40 من إرهابيي تنظيم “داعش” المحتجزين في سجن الثانوية الصناعية وسجن ما يسمى الدفاع الذاتي بمدخل مدينة الحسكة الجنوبي إلى قاعدة الاحتلال بمدينة الشدادي.
ولفتت المصادر إلى أن من بين هؤلاء الإرهابيين متزعم مجموعات تجسس في التنظيم الإرهابي وخبير تصنيع عبوات ناسفة.
عملية نقل إرهابيي “داعش” المشار إليها، هي استمرار لعمليات متواصلة، حيث سبق للاحتلال الأمريكي أن نقل خلال الأشهر الماضية العشرات من إرهابيي تنظيم “داعش” من سجون مدينة الحسكة التي تسيطر عليها ميليشيا “قسد” إلى المناطق التي تحتلها أمريكا في سورية، بعد تسليحهم وتقديم الدعم اللوجستي لهم لتنفيذ عمليات إرهابية ضد التجمعات السكنية ومواقع الجيش العربي السوري والمرافق العامة.
هذا ما تقوم به واشنطن بوضح النهار في حضورها غير المشروع وغير القانوني في سورية، والذي جاء تحت عناوين براقة ومضللة تخفي وراءها جملة من سياساتها الاستعمارية واللصوصية تجاه سورية، وبما يتيح لها مواصلة عمليات سرقة ونهب كبرى لثروات سورية النفطية وغير النفطية، ومن أقذر تلك الإستراتيجيات والتي تعمل عليها واشنطن في الوقت الحالي هي إستراتيجية الإنعاش والتنشيط وإعادة الأنفاس لـ”داعش”.
لا تتورع واشنطن ومن خلال هذه الإستراتيجية عن اللجوء إلى مسرحيات استهداف “داعش” للقوات الأمريكية نفسها، لتعطي الأخيرة لنفسها مبرر الاستمرار في بقائها وإطالة أمد وجودها، وليس غريباً أن يركز “داعش” من نشاطه الإرهابي المكثف في مناطق النفط كون التعليمات -التي ترده من مشغليه- تقول بذلك.
ترابط الأهداف الوثيق والقائم على قدم وساق عبر تنسيق يومي بين أمريكا و”داعش” لا يقف عند حدود الإرهاب المشترك بعلاقته الواضحة كمحرك وأداة، بل يتجاوزه إلى السرقة والنهب المنظم والمنسق للنفط السوري وللقمح السوري، بغية استمرار الضغط على الدولة السورية، ويترافق هذا، مع حصار وعقوبات ظالمة وغير شرعية بحق الشعب السوري.
إن حرص واشنطن على الإبقاء على الإرهاب ضمن محيط وجغرافيا النفط هي إستراتيجية ثابتة لديها، وتعمل عليها ليس في سورية فقط وإنما في كل بلد تدخله أمريكا محتلة لتنهب نفطه وتسرق ثروات شعبه، ومن هنا ندرك جيداً أن جهود الدولة السورية في القضاء على “داعش” وعلى الإرهاب بمختلف تسمياته هو ليس إنهاء للإرهاب فقط بل هو إنهاء لكل منظومة الإرهاب والسرقة والنهب بما فيها الاحتلال الأمريكي وميليشياته، بل إنهاء لكل جرائم الاحتلال في تهريب قادة “داعش” وإعادة تدويرهم واستثمارهم في ساحات أخرى، وإنهاء سرقة النفط والخيرات السورية والمستمرة.