تزداد شكاوى المواطنين وانتقاداتهم لأداء الجهات المعنية بتأمين الخدمات والمواد الأساسية على وسائل التواصل الاجتماعي يوماً بعد يوم، وهذا أمر طبيعي في ظل الظروف الراهنة، لكن في الوقت نفسه يجب على المواطن تقديم المساعدة لتجاوز هذه الصعوبات الخدمية، وهنا نحن لا نزاود أبداً عند كتابة هذه الكلمات بالرغم من أن هناك انتقادات كثيرة ستصلنا من قبل البعض.
سورية تعرضت إلى حرب لمدة عشر سنوات وحصارات جائرة من قبل عشرات الدول، ولن نخرج من معاناتنا إلا بالتعاون والتشارك وتقديم الأفكار الجيدة والبديلة كما فعلت دول كثيرة تعرضت إلى ما تعرضت إليه سورية منذ الحرب العالمية الأولى وحتى هذا التاريخ، حيث تجاوزت جميع العقبات وأصبحت من أقوى وأكبر الدول الاقتصادية العالمية.
ومن أجمل الأفكار الإيجابية والحلول البديلة لما نمر به من أزمات هو ما تم عرضه أمس من قبل رئيس مجلس الوزراء في حكومة تسيير الأعمال خلال زيارته المدينة الصناعية في عدرا، حيث أكد ضرورة أن يوجد في كل مدينة أو منطقة صناعية مشروع متكامل لتوليد الكهرباء من الطاقة البديلة بحيث تتم تغذية المنطقة بكاملها أو المدينة من هذا المشروع، إضافة إلى أن يقوم كل معمل أو منشأة بإحداث مشروع لتوليد هذه الطاقة خاص بالمعمل أو المنشأة ذاتها وبالتالي سيتم فصل الكهرباء التي ستستخدم للصناعة عن الكهرباء العامة التي تنتجها محطات التوليد في سورية، وتم تكريس هذا الكلام قولاً وفعلاً على أرض الواقع من خلال إطلاق مشروع شرق المدينة الصناعية في عدرا لتوليد الكهرباء من الطاقة الشمسية وهذا يعدّ من أهم المشاريع التنموية التي من خلالها نستطيع أن نتجاوز الكثير من العقبات والمشكلات بعيداً عن الشتم والقدح والذم على وسائل التواصل الاجتماعي التي لا تغني ولا تسمن من جوع.