مرت بالأمس الذكرى السنوية لمعركة ميسلون الخالدة.. الملحمة التي قادها وزير الحربية آنذاك القائد البطل يوسف العظمة، ستبقى بعد مرور أكثر من 100 عام، مأثرة تزداد رسوخاً بين أبناء شعبنا، خاصة ونحن مستمرون في الحرب على الإرهاب منذ أكثر من 10 أعوام، ومواجهة أخبث مخططات دولية وإقليمية ومجموعات إرهابية، وعقوبات ظالمة ووحشية ترتكب بوضح النهار كأبشع عقاب جماعي يرتكب بحق شعب بأكمله.
اليوم وإذ نستذكر هذه المعركة الخالدة في الوجدان السوري، فإنها تحفز أكثر من أي وقت مضى على استلهام الدروس والعبر، والتمسك بالخيارات الوطنية، حتى تحقيق أهدافنا الوطنية في تحرير الأرض والتصدي للمعتدين مهما كانوا من القوة والغطرسة..
عظمة ميسلون ستبقى ماثلة، في ذاكرة الشعب السوري وخاصة الشباب الصاعد، بل ستبقى علامة مضيئة في كتب التاريخ، لتكون درساً في المقاومة والتصدي للعدوان..
قرن مضى على المأثرة السورية، وكما واجه البطل يوسف العظمة ورفاقه بجيشهم الوطني قوات الاحتلال الفرنسي، فإن أحفاد العظمة في الجيش العربي السوري يواجهون اليوم جيوش الغزاة الطامعين في الأرض السورية، ولأن هذا الجيش ملتزم بعقيدته وولائه المطلق لخياراته الوطنية، فإنه ماض على النهج نفسه وقد أثبت خلال عشرية النار والإرهاب أنه مدرسة في التضحية والبطولة..
وكما رفض القائد العظمة إنذار غورو المشؤوم والاستسلام، فقد رفض الجيش العربي السوري أي مساومة على حبة تراب سوري وقدم الشهداء والجرحى وقاد المعارك بشرف وبسالة.
في ذكرى معارك الشرف والكرامة والدفاع عن الوطن , لا يسعنا إلا طلب الرحمة والمغفرة لأرواح شهدائنا الأبرار الذين قدموا أرواحهم فداء للوطن وترابه الغالي الذي جبل بدمائهم الطاهرة، ونجدد عهدنا الصادق أننا على دربهم سائرون كي يتطهر تراب الوطن من دنس الإرهاب والمحتلين.