التشجيع الرياضي وجه آخر للثقافة
انضباط الملاعب والصالات أثناء إقامة اللقاءات والمباريات الرياضية وخاصة الهامة منها هو مؤشر حقيقي وشفاف يدل على الثقافة الرياضية للجمهور والمشجعين ومدى التزامهم بالحدود المقبولة للتعبير عن حماستهم ودعمهم المعنوي لفريقهم الرياضي المنافس ، وقد نشهد اعتراضاتهم وعدم قبول ببعض القرارات الصادرة عن الحكام الموجودين في أرض الملعب، وطبعاً هنا لا يمكن التنبؤ بردود الأفعال ولا يمكن السيطرة بشكل سريع وكامل على هذه الانفعالات والتصرفات إن كانت إيجابية أو سلبية من المشجعين. وكثيراً من الأحيان تخرج الأمور عن السيطرة وتخرج العبارات المسيئة من عقالها وقد يترافق ذلك مع أعمال وتصرفات فوضوية من المشجعين لا يمكن ضبطها بالشكل المناسب ما يجعل أجواء التنافس المخيمة على المباريات أجواء حذرة وقلقة وبعيدة عن أي متعة للمشاهدة الرياضية أو حتى أي تفاعل إيجابي مع اللعب و الأداء الجميل بغض النظر عن أي فريق قام به ، والأمثلة كثيرة في ملاعب العالم وفي ملاعبنا أيضاً هذه الظاهرة موجودة وحاضرة ، ففي الأمس القريب وضمن مباريات المربع الذهبي لسلة الرجال بين فريقي الوحدة والجيش شهدنا مثالاً حياً على حالات الشغب وعدم الانضباط التي ترافقت مع هذا اللقاء من قبل مشجعي فريق الوحدة الذين أظهروا من خلال تصرفاتهم حالة من الفوضى غير المبررة والتي أخذت أشكالاً مختلفة وبعيدة عن المنطق والروح الرياضية ، وهنا من حقنا أن نسأل: لما هذه التصرفات ولما هذا الغضب ولماذا التعدي على الممتلكات الرياضية العامة وإيذاء مشاعر الغير؟ وهل هذه التصرفات أقنعتنا بأنهم على حق وأن فريقهم قد ظلم؟
الحقيقة لا، لأن معالجة أي خطأ فيما إذا حصل له أساليبه وطرقه القانونية مع العلم أن اتحاد السلة المؤقت لم يقف متفرجاً على هذه التعديات إنما فرض عقوبات وغرامات مالية بحق من أساء بالمعاني الأخلاقية .
طبعاً نحن نتفهم أن الجمهور الرياضي المتحمس والمتفاعل مع حركات اللاعبين وأدائهم قد يوجد فيه من لا يستطيع ضبط انفعالاته تجاه ما يدور في الملعب وغالباً لا تتوافق تقديراته مع قرارات وصافرت الحكم ، بشكل قد يفقده على إثرها اتزانه ويبدأ بتوزيع شرارات الشتائم غير اللائقة على الحكم وأحياناً تدب فيه الحماسة وتقوده الحمية إلى النزول إلى أرض الملعب ليعتدي على الآخرين دون أي رادع أو حدّ أدنى من الالتزام بالأخلاق الرياضية وطبعاً هنا لا نعمم.
نتمنى أن تأخذ روابط المشجعين دورها في الحفاظ على هدوء الجمهور وانضباطه وعدم السماح بالفوضى ضمن صفوفها وأن يتحلى جميع الرياضيين وكوادرهم على اختلاف ألعابهم بالروح الرياضية العالية وتقبل قرارات الحكام بسعة صدر مع التشدد الصارم في تطبيق العقوبات والإجراءات الرادعة على كل مخالف وعدم التسامح في حماية طواقم الحكام من التعدي والإهانات والحفاظ على كرامتهم وحقوقهم وصولاً إلى اختفاء هذه الظاهرة .