ما يحدث في أسواقنا المحلية من تقلبات (وخضات سعرية) وعدم استقرار في الأسعار يجعلنا في حالة ذهول مستمرة, وهذا بدوره يفرض علينا التفكير الجدّي في قادمات الأيام على المستوى الاقتصادي ومحاولات الخروج من الأزمة الحالية وتأثيراتها السلبية التي استهدفت بلدنا بكل مكوناته, يحمل الكثير من المعطيات التي تؤكد صوابية التفكير الجدّي بالخروج من تداعياتها, رغم قلة الإمكانات والموارد التي يملكها جهازنا الاقتصادي من جهة, واختلاف حجم التعافي من قطاع لآخر من تداعيات الحرب والتدمير الممنهج لمكونات اقتصادنا الوطني من جهة أخرى والتي تشكل مصادر مولدة للدخل المستمر, والقوة الأساسية في تركيبة الموارد الاقتصادية الكلية , وفي مقدمتها قطاع الإنتاج الصناعي الذي يشكل في تركيبته المتنوعة الحامل الأكبر لقوة الاقتصاد بموارده المختلفة …
الأمر الذي يضع أصحاب القرار الاقتصادي أمام خيارات معظمها تصب في حتمية إيجاد الحلول المناسبة لخروج مواقع الإنتاج الفعلية من حالتها التي فرضتها سنوات الحرب والتدمير الممنهج لها , و فقدان قسم كبير من قوة العمل والعمالة الخبيرة التي قامت على أكتافها قوة العمل الإنتاجية ما قبل الأزمة التي وصلت بها إلى حالات إنتاجية حققت معادلة التسويق لفترة طويلة ..
واليوم نحن بأمس الحاجة لتجاوز مرحلة التعافي التي بدأتها شركاتنا الإنتاجية والوصول إلى حالة متقدمة من العمل يتم من خلالها تحقيق معادلة السوق من جهة وزيادة الإنتاجية والمردودية الاقتصادية من جهة أخرى التي تعكس الحالة الإيجابية لمستويات المعيشة اليومية للمواطن ..
لكن تحقيق ذلك يحتاج مجموعة من الإجراءات ترقى إلى حجم المسؤولية التي تتضمن برنامجاً تنفيذياً يحتوي مجموعة من الإجراءات قابلة للترجمة على أرض الواقع بصورة مباشرة في مقدمتها تفعيل مجالس إدارات الشركات الإنتاجية, واستثمار أهل الخبرة والكفاءات المتوافرة لديه, والمختصة بكل منتج, وتوفير المرونة المطلوبة والشجاعة في تحمل المسؤولية التي تسهم في تطوير الواقع والنهوض به, من أجل الوصول إلى الربحية التي تؤكد صوابية كل الإجراءات والقرارات التي اتخذها أهل الخبرة والمشورة في الرأي, إلى جانب تفعيل العمل الرقابي وتغيير آليته وتنشيطها باتجاه الوقاية من الأخطاء لا تصيدها وانتظار أصحابها للوقوع بالخطأ, الأمر الذي يؤدي إلى الهروب من المسؤولية وعدم الاستقرار في الأداء على المستويين الإداري والإنتاجي وهذا ما يفقد قطاعنا العام حالة الاستقرار واستمرار جدواه الاقتصادية التي نعيش تفاصيلها يومياً …!!
Issa.samy68@gmail.com