الصحة أولاً ..!
كثيرة هي المعايير المزدوجة التي فصّلتها الإدارة الأمريكية وملحقاتها في بلدان الاتحاد الأوروبي على مقاس سياساتها العدوانية تجاه الشعب العربي السوري، وكثيرة تلك الإجراءات القسرية أحادية الجانب التي فرضتها تلك الإدارات المنافقة على سورية والتي كانت غايتها الأولى والأخيرة تجويع المواطن وإفقاره وتحطيم إرادته في قول: لا للسياسات المعادية.
ولتمرير هذه الأهداف اللاقانونية واللاإنسانية على الرأي العام العالمي تتبع هذه الإدارات الغربية أسلوب الكذب والنفاق مستخدمة الإعلام المضلل وسيلة مكشوفة لتبييض هذه الإجراءات القسرية معتقدة أن الفضاء الإعلامي حكر عليها وحدها وأن الشعب السوري ليس لديه أصدقاء وأشقاء يساندونه ويدعمونه في إيصال صوته الحر ومطالبه المحقة إلى شعوب أخرى عانت ومازالت من هذه الإجراءات القسرية الأمريكية والأوروبية، خاصة أن الوضع المعيشي في سورية أصبح بحاجة إلى وقفة أممية في وجه الإجراءات القسرية أحادية الجانب والحصار الأمريكي الجائر ضد الشعب السوري فلم يعد بالإمكان السكوت أكثر من ذلك على هذا الخنق اللاإنساني الغربي الذي بدأ بالتحول ليصبح جريمة إبادة جماعية بحق جميع السوريين تضاف إلى السجل الأمريكي الحافل بمثل هذه الجرائم ضد شعوب كثيرة في اليابان وفيتنام والعراق والصومال وأفغانستان وكوبا .. وغيرها الكثير من دون أن تشبع غرائزها من هذه الإجراءات المتوحشة على الساحة الدولية، بل زادت عليها في سورية بإرسال قواتها إلى الجزيرة السورية فاحتلت المناطق التي تشكل المورد الغذائي والمعيشي والمالي والاقتصادي الأساسي للشعب السوري ، ونهبت ما تنتجه هذه الجزيرة السورية من نفط وغاز وقمح وقطن وهربته إلى خارج الحدود ما أوصل سورية إلى هذا الوضع المعيشي المتدني وفرض على جميع المواطنين هذه المعاناة اليومية من نقص في الغذاء والدواء والمحروقات والكهرباء والذي طال أيضاً أجهزة علاج المرضى في المشافي والمراكز الصحية.. حيث الكثير من المشافي تفتقر إلى أجهزة التصوير الطبقي والرنين المغناطيسي وغسيل الكلية وفحص الدم الجرثومي، إضافة إلى فقدان معامل الأدوية للمستحضرات اللازمة لإنتاج أدوية الأمراض المزمنة والسرطانية وعلاج الفيروسات وسط صمت شبه تام للمنظمات الدولية عن استمرار هذه الإجراءات القسرية الأمريكية الظالمة بحق الشعب السوري مع أن الاستنفار الطبي العالمي ضد فيروس كورونا وما تبعه من “مستجد” و”متحول” و”دلتا” وعفن أسود وأبيض وأصفر يستدعي من هذه المنظمات العالمية مدّ جسور التعاون الصحي بين جميع دول العالم بلا استثناء نظراً لسرعة انتشار هذه الفيروسات واقتحامها الحدود وفتكها بالناس بعيداً عن العنصرية الأمريكية والتمييز الأوروبي.