بدأت مشكلة جديدة تلوح بالأفق وبازدياد مستمر، وهي مشكلة وصول مياه الشرب إلى شريحة واسعة من مواطني ريف دمشق وبعض أهالي دمشق ، هذه المشكلة تتفاقم في مثل هذه الأوقات من كل عام تقريباً في ذروة فصل الصيف وخاصة أواخر الشهر السابع حتى منتصف الشهر العاشر، وخلال العامين الماضيين خفت حدتها كثيراً بسبب كثرة الأمطار في فصل الشتاء , حيث كانت معدلات هطول الأمطار أكثر من ممتازة وفاضت عن المعدلات النظامية .
ومع شح الأمطار خلال الشتاء الماضي وخاصة في أواخر فصل الأمطار فإن أزمة تأمين مياه الشرب باتت تلوح بالأفق لدى شريحة واسعة من مواطني المحافظة وخاصة بعد انخفاض نسب المياه في نهري بردى والأعوج وكذلك انخفاض منسوب المياه في آبار الشرب , إضافة إلى تراجع ضغط وصول المياه إلى المنازل , الأمر الذي بات بحاجة إلى تشغيل محركات ضخ المياه الخاصة بالمواطنين على نطاق واسع ، وما زاد الأمر سوءاً هو زيادة ساعات تقنين الكهرباء بسبب أعطال طرأت على محطات التوليد ، والمشكلة الأسوأ هي عند وصول التيار الكهربائي فإن الشريحة التي تسحب المياه هي شرائح المواطنين الذين يستخدمون محركات ذات استطاعات عالية لسحب المياه ما يسمى ( بالحرامي) وهذا يوفر المياه لشريحة محدودة على حساب الشرائح الأخرى ، وكنا قد أكدنا أكثر من مرة أن أزمة المياه المتوقعة يجب أن توضع لها حلول استراتيجية وليس إسعافية، وللأمانة فقد كانت هناك محاولات جادة لمعالجة الموضوع من قبل وزارة الموارد المائية ومن قبل المؤسسة العامة لمياه الشرب والصرف الصحي في دمشق وريفها ولكن هذه المحاولات لم تكن ناجحة بما يكفي بسبب الظروف التي نمر بها , ما يدعونا إلى المطالبة بالإسراع بالحلول الإسعافية للتخفيف من حدة الأزمة قدر المستطاع.