استقرار مغشوش ..!

مشكلة الأسعار وتذبذبها في أسواقنا المحلية ليست وليدة الساعة , بل تعود إلى سابقات الأيام , فهي واحدة لا تتجزأ وإن اختلفت في الطريقة والشكل, لكنها في الجوهر متفقة من حيث الغايات والأهداف والأدوات وحتى طرق المعالجة, بدليل أسواقنا المحلية وما تعيشه اليوم من ارتفاعات سعرية غير مسبوقة, وحالات الغش والتدليس التي اتسعت بصورة لم نألفها, لأسباب مختلفة أهمها التكنولوجيا الحديثة وتسخيرها لأعمال الغش من قبل ضعاف النفوس من بعض التجار والصناعيين, والأهم تدني مستوى معيشة المواطن الذي وفّر الأرضية المناسبة لهم لاستغلال المعيشة بأبشع الطرق أمام تراجع واضح للرقابة على اختلافها وتنوعها رغم تسجيل الكثير من الضبوط يومياً ..!
وبالتالي هذا الاستقرار الذي نسعى لتحقيقه في أسواقنا المحلية «للأسعار» مازال في مستواه المتدني, وهو استقرار مغشوش كأي سلعة معروضة في المحال التجارية, لأن السلعة الواحدة تباع في الحي نفسه, أو في السوق الواحدة بعدة أسعار بحجج وتبريرات تؤكد ضعف الحالة الأخلاقية والإجرائية لمعظم أقطاب السوق من منتجين ومسوقين ومستهلكين, والأهم الأجهزة الرقابية التي تعمل على ضبط إيقاع العلاقة مع الأطراف المذكورة لتحقيق الاستقرار المطلوب …!
لكن وحسب مبادئ الفيزياء عن حركة جسم ما، أنه لا يستطيع عكس اتجاه, إلا عندما تصبح سرعته صفراً أي عندما يصل إلى حالة السكون، وانطلاقاً من هذه الفكرة سيكون من الصعب الحديث عن تخفيض المستوى العام للأسعار قبل الحديث عن استقرارها في المرحلة الأولى ليتم الانتقال لاحقاً إلى خطوات التخفيض لمستوى الأسعار.
والسؤال المهم الذي يطرح نفسه بقوة على أرض الواقع: هل بالفعل بدأت الأسعار بالاستقرار رغم كل المحاولات الحكومية ؟!
وهل توافرت الظروف المناسبة لتأمين مقومات الاستقرار المطلوبة من مستلزمات إنتاجية من طاقة ومواد أولية لعودة الإنتاج الوطني «الزراعي والصناعي» إلى سابق عهده والمؤسس الأساس لحالة الاستقرار في الأسواق المحلية ..؟
والأهم الإجراءات الحكومية بما فيها الأجهزة الرقابية وخطواتها بدءاً من التسعير الأولي للمستلزمات, وصولاً إلى التسعير النهائي هل تتماشى مع ما هو مطلوب, وما يحصل على أرض الواقع .!؟
ما يحدث من فلتان في الأسعار وحالات الغش الكثيرة التي تسجلها أجهزة الرقابة يومياً أكبر دليل للفوضى , وتأكيد واضح لعدم صوابية كل المعالجات السابقة والحالية , وبالتالي الخاسر الوحيد في هذه المعالجة المواطن, وهو ينتظر فرجه بشغف كبير, فهل يتحقق ذلك !؟ .. بانتظار قادمات الأيام..!!

Issa.samy68@gmail.com

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار