لابد لنا جميعاً من أن نفكر بطريقة إيجابية حتى نكون منتجين وخاصة في مثل هذه الظروف الصعبة المملوءة بالسلبيات والصعوبات والمشكلات والمصائب.. وإذا لم نفعل ذلك فإن الأمور ستزيد صعوبة وسوءاً.
قبل الحرب على سورية كان هناك مثل شائع مفاده بأن ننظر إلى النصف المملوء من الكأس وفي مثل ظروفنا الحالية يجب أن ننظر إلى الربع المملوء بل إلى نصف الربع المملوء حتى نستطيع المضي قدماً.. وإلا سنبقى في حالة من الخنوع نكتفي بالنقد ونلعن الظروف ونتندر، واللعنات لا تغني ولا تسمن من جوع.. وأصبح البعض على وسائل التواصل فناناً وخبيراً بالقدح والذم واستحق بذلك شهادات عليا.. وأنا هنا لا أريد أن أسيّس الزاوية وأجادل.. لأن في المجادلة خذلاناً وخسارة من دون أي نتيجة.
لابد لنا من أن نتكاتف ونتعاون ويساعد بعضنا بعضاً ونكون مثلاً في ذلك كما كانت دول قبلنا إبان الحرب العالمية أصبحت مثلاً يحتذى به بتجاوزها الصعاب وما خلفته الكوارث وهناك مئات الأمثلة التي سطّرها مواطنوننا في هذه الظروف وكانت ناجحة ورائعة أكثر مما نتصور، كما في محافظات ريف دمشق بداريا والنبك ويبرود والتل والكسوة وفي قرى جبل الشيخ … وآلاف الأمثلة كذلك في درعا والسويداء وحمص وغيرها، هؤلاء أصحاب الأيادي البيضاء يعملون بصمت كبير من دون النظر إلى الوراء بينما البعض لا يقدم شيئاً ويكتفي بلعن الظلام وغير مستعد لإضاءة شمعة.. هؤلاء أصحاب التفكير السلبي.. لا أريد أن أقول أصحاب (الأيادي السوداء) أغلبيتهم من المستفيدين والمتسلقين على أكتاف الغير ولا يهمهم مصلحة الوطن أو إعماره وهم غير مستعدين لرعاية شجرة أو الالتزام بأي قانون.
نحن في أزمة غير مسبوقة ولم تمر بها سورية من قبل وحتى نستطيع تجاوزها يجب أن نتمتع بالتفكير الإيجابي، فكثير من الدول مرت بكوارث ومصائب وحروب ولكن استطاعت أن تتجاوزها بفضل تفهم أهلها وتعاونهم وحبهم لبعضهم بعضاً وإلى النظر الى ما تبقى في الكأس.. ودمتم.