أشار مقال نشره موقع “نيو إيسترن آوت لوك” إلى فشل آلة الدعاية في واشنطن بإظهار الولايات المتحدة بمظهر الحمل الوديع حيث تدحض كل الأحداث الجديدة هذه الصورة المصطنعة.
ولفت المقال إلى أن “جائحة” إطلاق النار الجماعي التي انتشرت في الولايات المتحدة، أصبحت مؤخراً مصدر قلق متزايد داخل البلاد وخارجها، حيث أخذت وسائل الإعلام الأمريكية تدق جرس الإنذار مؤكدة أنه لا يمر يوم من دون ورود أنباء عن مقتل أشخاص في عمليات إطلاق نار مختلفة في ولاية أو بأخرى.
وأوضح المقال أنه في أوائل الشهر الحالي وحده، تم توسيع قائمة حوادث إطلاق النار والوفيات الناجمة عنها مع اثنتي عشرة إصابة جديدة وقعت في حادثة من هذا النوع في مدينة أوستن الأمريكية (تكساس)، وأحدها في حالة خطرة، وذلك وفقاً لخدمات الطوارئ بالمدينة، وقبل ذلك بأيام قام شابان باقتحام منزل شخص آخر واشتبكا في تبادل لإطلاق النار مع الشرطة في ولاية فلوريدا، وأفادت شبكة “إي بي سي” عن سقوط نحو ثلاثة قتلى وستة جرحى في هذه الحادثة، وهناك الكثير من الحوادث المشابهة على امتداد الولايات الأمريكية في مختلف الأماكن العامة وكذلك بين أفراد الخدمة في المنشآت العسكرية الأمريكية.
وقال المقال: اعتباراً من نهاية أيار 2021، ارتفع عدد عمليات إطلاق النار في الولايات المتحدة بنسبة 20٪ مقارنةً بعام 2020 و 40٪ مقارنة بعام 2019، وبينما تحاول وسائل الإعلام الأمريكية تبرير الزيادة الكبيرة في جرائم القتل والجرائم العنيفة الأخرى التي شهدها العام الماضي، بإلقاء اللائمة على جائحة فيروس كورونا، إلا أنه في الواقع، فإن معدل الجريمة أثناء الحجر الصحي الذي فرضته جائحة الفيروس التاجي انخفض في جميع البلدان العادية، بما في ذلك روسيا والمكسيك، وارتفع فقط في الولايات المتحدة، لذلك يعتقد أن السبب الحقيقي لتفشي الجريمة هو الهفوات الصارخة لسياسة الحزب الديمقراطي وذلك وفقاً لقناة “فوكس نيوز” الأمريكية.
وتابع المقال: تثبت الأحداث الأخيرة في الولايات المتحدة بوضوح أن العنف استحوذ على الأمريكيين، حيث أصبحت الحروب جزءاً من حياتهم اليومية، وأصبح العنف طريقة سريعة للوصول إلى الأهداف الفردية، وهذا قائم منذ نشأة الولايات المتحدة، حيث كانت النخبة الحاكمة تورط البلاد في حروب وغزوات ضد الدول المجاورة، وكذلك في صراعات داخلية تسببت في إلحاق المعاناة بغير المرغوب فيهم، كالهنود الحمر والأمريكيين من أصل إفريقي، إذ لطالما كان حل أي قضية سياسية مصحوباً بالعنف في الولايات المتحدة.
وأضاف المقال: ليس من المستغرب أن تفشل المحاولات الخجولة من السلطات لإبطاء “جائحة” إطلاق النار الجماعي في الولايات المتحدة، وهذا يتجلى بوضوح من خلال فشل جديد تعرض له مجلس الشيوخ الأمريكي في الثامن من الجاري لتمرير مشروع قانون يهدف إلى تقييد بيع الأسلحة النارية في البلاد، بعد عدم تمكن ممثلي الجمهوريين والديمقراطيين من التوصل إلى حل وسط بشأن صياغة مشروع القانون، هذا يعني أن “جائحة” إطلاق النار الجماعي ستستمر في الانتشار في الولايات المتحدة.
وقال المقال: باعتبار أننا نعيش جميعاً في فضاء اجتماعي واحد، فإن أي جائحة ستنتشر بسرعة إلى داخل المجتمعات الوطنية، هذه هي الطريقة التي بدأ بها “كوفيد19” في الانتشار في المقام الأول، ولسوء الحظ، فقد بدأت “جائحة” القتل الجماعي تنتشر في العديد من البلدان، وهو ما لم يعد نادراً بعد أن أصبح من المألوف في كثير من البلدان تقليد كل شيء أمريكي، بما في ذلك الجريمة.