قال مدير الصحة في الحسكة الدكتور عيسى خلف لـ«تشرين»: تمكنت المديرية من إعادة مركزين صحيين إلى الخدمة بعد أن خرجا منها بسبب الإرهاب، مبيناً أن المركزين هما مركز تل بيدر شمال الحسكة ومركز مركدا في المنطقة الجنوبية من المحافظة. مركز تل بيدر خرج من الخدمة في الربع الرابع من عام 2019 أما مركز مركدا فخرج من الخدمة في الربع الثاني من عام 2015، وقد تم وضع هذين المركزين في خدمة سكان المنطقتين اللتين يعملان فيهما والقرى التابعة لهما، من خلال تفعيل الخدمات الصحية التي يقدمانها، والتي تشمل خدمات الرعاية الصحية الأولية من صحة إنجابية ولقاح وعيادات ترصد تغذوي.
وأوضح الدكتور خلف أن المديرية تقوم حالياً باتخاذ الإجراءات اللازمة لإعادة مركز الهول الصحي الكائن شرق الحسكة إلى الخدمة أيضاً، بعد أن خرج منها منذ عام 2015 ثم عاد للعمل في عام 2016 وخرج من الخدمة للمرة الثانية في الربع الرابع من عام 2018 ومازال متوقفاً عن العمل وتخديم سكان المنطقة صحياً حتى الآن، علماً أن جميع هذه المراكز كانت تعمل في المحافظة بشكل جيد منذ تسعينيات القرن الماضي، ونتيجة المؤامرة والحرب الكونية على سورية تعرض القطاع الصحي في محافظة الحسكة لاستنزاف كبير من موارده من بنى تحتية ومعدات وأدوية وكوادر بشرية بسبب الإرهاب, ما أدى إلى خروج العديد من المؤسسات الصحية من الخدمة , منها 39 مركزاً صحياً من أصل 77 مركزاً في المحافظة. وهناك 10 مراكز صحية تم تدميرها تدميراً كاملاً وبشكل متعمد من قبل ما يسمى “التحالف الدولي” بقيادة الولايات المتحدة الأميركية، وذلك من أجل حرمان الشعب السوري من الخدمات الصحية بشقيها العلاجي والوقائي التي يتلقاها مجاناً من دون أي مقابل من المؤسسات الصحية الحكومية السورية.
وأضاف الدكتور خلف: إن الاعتداءات الإرهابية لم تتوقف عند المراكز الصحية فقط في محافظة الحسكة، وإنما طالت المستشفيات أيضاً، فخرج المستشفى الوطني ومستشفى الأطفال في الحسكة ومستشفى رأس العين ومستشفى المالكية من الخدمة، كما توقف العمل باستكمال إنشاء وتجهيز مشفى الشدادي الذي يخدم سكان المنطقة الجنوبية من المحافظة، وجميع هذه المستشفيات كان يقدم خدمات كبيرة وكثيرة للمواطنين وخاصة الفقراء منهم، موفرة عليهم الكثير من العناء والأموال التي أصبحت تذهب للمستشفيات الخاصة التي لا قدرة لهم على أسعارها الباهظة، ولم يتبقَّ في المحافظة سوى الهيئة العامة لمشفى القامشلي الوطني يعمل ويقدم الخدمات الصحية مجاناً ليس لسكان محافظة الحسكة فحسب وإنما لأجزاء واسعة من محافظتي الرقة ودير الزور.
وأكد الدكتور خلف أن مديرية الصحة في الحسكة قامت إلى جانب ذلك بترميم وإعادة تأهيل المركز الشرقي في حي الأربوية في مدينة القامشلي الذي شُـيّـد في سبعينيات القرن الماضي، وقد شملت عملية الترميم وإعادة التأهيل التي تمت بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي UNDP تركيب أرضيات رخام وسقف مستعار وأبواب جديدة وتمديدات صحية وكهربائية بالكامل وترميم دورات المياه وتصنيع رفوف للصيدلية وعزل للسطح من الرطوبة ومياه الأمطار. وستقوم منظمة اليونيسيف بتركيب ألواح طاقة شمسية لتزويد المركز بالكهرباء على مدار الساعة، من أجل تخديم السكان البالغ عددهم أكثر من سبعين ألف مواطن طوال اليوم من خلال العيادات الموجودة فيه وهي عيادات أطفال وداخلية وسنية وصحة إنجابية وتدرّن وتغذية، إلى جانب خدمات لجنة فحص العاملين بالدولة. ورغم أنه كان يعمل بشكل جزئي لكونه كان قيد الترميم تمكن المركز من استقبال 15768 مراجعاً ومن تلقيح 13492 طفلاً، وقدمت العيادة العامة 74 خدمة وتنظيم الأسرة 430 خدمة ورعاية الحوامل 209 خدمات والتغذية 643 خدمة وصحة الفم 56 خدمة، وبلغ عدد المراجعين الذين أعطوا حقن مضاد كزاز 743 مراجعاً.
كما تم ترميم مركز الخليج في مدينة القامشلي ومركز الغرب في الجنوب وهناك تواصل مع المنظمات الدولية العاملة في المجال الإغاثي في المحافظة لترميم وإعادة تأهيل عدة مراكز أخرى هذا العام.
قد يعجبك ايضا