أكد المدير العام لمؤسسة المياه في الحسكة المهندس محمود العكلة لـ(تشرين) أن المحتل التركي ومرتزقته أقدموا اليوم على إيقاف العمل في محطة مياه عللوك في ريف رأس العين شمال غرب الحسكة بشكل كامل ، حارمين بذلك السكان المستفيدين من هذه المحطة البالغ عددهم مليون إنسان في منطقة الحسكة وضواحيها وبلدة تل تمر وقراها من مياه الشرب في هذه الظروف الصعبة من حرارة لاهبة في عز فصل الصيف وانتشار وباء كورونا.
وأوضح المهندس العكلة أن المحتل التركي ومرتزقته دأبوا في الآونة الأخيرة على تشغيل المحطة بالحد الأدنى من طاقتها من خلال تشغيل مضخة واحدة من أصل عشر مضخات وثمانية آبار من أصل ٣٤ بئراً موجودة في المحطة، الأمر الذي أدى إلى تراجع الكمية الواردة إلى الخزانات في محطة التجميع والضخ في الحمّة من ٨٠ ألف متر مكعب وهي حاجة السكان يومياً إلى أقل من ٢٠ ألف متر مكعب كل واحد وعشرين يوماً، وهذا أدى بدوره إلى إطالة فترة حصول السكان على حاجتهم من مياه الشرب من كل خمسة أيام حسب برنامج التقنين الذي كان مطبقاً في السابق إلى كل واحد وعشرين يوماً وأحياناً أكثر، وهناك عدد كبير من السكان لا تصلهم المياه نهائياً بسبب قلة الكمية المخزنة في خزانات التجميع والضخ في محطة الحمّة التي أصبحت تحتاج إلى أكثر من ٣٠ يوماً وربما أكثر بدلاً من يوم واحد لكي تمتلئ من جهة وضعف قوة الضخ من جهة ثانية، وهذا يعني أن المحتل التركي ومرتزقته أجبروا هؤلاء السكان على العودة إلى الوراء خمسين عاماً من خلال اضطرارهم إلى تأمين حاجتهم من مياه الشرب بواسطة البيدونات من الخزانات المركزية التي قامت منظمة الهلال الأحمر العربي السوري بالتعاون مع بعض المنظمات الدولية العاملة في المجال الإغاثي في المحافظة كاللجنة الدولية للصليب الأحمر ومنظمة العمل ضد الجوع ومنظمة اليونيسيف بتركيبها في مختلف أنحاء مدينة الحسكة والأحياء التابعة لها.
وبيّن المهندس العكلة أن السبب في تشغيل محطة مياه عللوك بالحد الأدنى من طاقتها الإنتاجية يعود إلى قيام المحتل التركي ومرتزقته بالاعتداء على خط التغذية الكهربائية للمحطة القادم من محطة كهرباء الدرباسية ومد خطوط فرعية منه لتشغيل الآبار الارتوازية لسقاية المحاصيل الزراعية من حبوب وقطن وخضار المزروعة في الحقول والأراضي التي استولوا عليها عنوة بدون وجه حق بعد تهجير أصحابها الأصليين من قراهم قسرياً بعد احتلالهم منطقة رأس العين في التاسع من شهر تشرين الأول ٢٠١٩ ، الأمر الذي أدى إلى رفع الحمولة على خط التغذية من ٣ ميغا وهي حاجة محطة عللوك إلى ٨ ميغا، ما يؤدي إلى فصل الحمايات وعدم القدرة على تشغيل سوى مضخة واحدة وثماني آبار فقط.
وسبق أن أدت هذه التعديات على خط التغذية الكهربائية إلى احتراق محطة كهرباء الدرباسية في الثاني عشر من نيسان الماضي .
وأشار المهندس العكلة إلى أن هذه هي المرة الخامسة والعشرون التي يقدم بها المحتل التركي ومرتزقته على توقيف محطة مياه عللوك عن العمل وحرمان السكان البالغ عددهم أكثر من مليون نسمة من مياه الشرب منذ احتلالهم منطقة رأس العين ، ضاربين بذلك بالعهود والمواثيق والقوانين الدولية وشرعية حقوق الإنسان عرض الحائط، هذه العهود والمواثيق التي تعد استغلال تعطيش السكان المدنيين الآمنين وحرمانهم من مياه الشرب في الحروب السياسية والعسكرية جريمة حرب ضد الإنسانية. ولم تفلح الجهود التي بذلها الأصدقاء الروس في ثني المحتل التركي ومرتزقته عن الإقدام على هذه التصرفات الشنعاء التي ترقى إلى مستوى العدوان، بسبب عدم التزام الأتراك ومرتزقتهم بالاتفاقات التي أبرمها معهم الأصدقاء الروس بهذا الخصوص.
وتقوم محطة مياه عللوك التي دخلت الاستثمار في الثلاثين من شهر أيار ٢٠١٣ بتغذية سكان مدينة الحسكة والقرى المحيطة بها حتى البحرة والهول شرقاً على بعد ٦٠ كم وشمالاً بحدود ٣٠ كم وغرباً بحدود ١٥ كم وجنوباً بحدود ٢٠ كم بمياه الشرب، ويمتد فرع منها إلى بلدة تل تمر وقراها حتى محطة الرقبة التي تغذي ٥٠ قرية مع البلدة.
وتتكون المحطة من ٣٤ بئراً بغزارة ٢٠٠ متر مكعب في الساعة وعلى عمق ٢٥٠ م من الحامل المائي الثاني في حوض رأس العين شمال غرب الحسكة، إضافة إلى محطة تجميع وضخ في منطقة الحمة وقساطل بطول ٧٠ كم إلى الحسكة.
قد يعجبك ايضا