في ذكرى رفع العلم الوطني في سماء القنيطرة المحررة.. السوريون أكثر تصميماً على إعادة الجولان المحتل وتطهير تراب الوطن من رجس الإرهاب

“بين طعن القنا وخفق البنود”.. تاريخ وطن صنعه أبطال سطروا في حرب تشرين التحريرية ومعارك حرب الاستنزاف ملاحم خالدة كللوها قبل سبعة وأربعين عاماً برفع العلم الوطني في سماء القنيطرة بعد تحريرها من براثن العدو الإسرائيلي.

تاريخ مجيد حفرته بنادق الجيش العربي السوري وهمم رجاله الميامين في سفر الخلود ونقشوا بأحرف من نور ملحمة التحرير في سطور من المجد والخيلاء.. رجال صدحت حناجرهم في ساحات الوغى.. “وطني من لنا بغيرك عشقاً.. من لنا بغيرك عزة وكرامة.. من لنا بغير الشهادة مطلباً ومقصداً”.

يوم السادس والعشرين من شهر حزيران عام 1974 الذي رفع فيه القائد المؤسس حافظ الأسد علم الوطن في سماء القنيطرة حمل دلالات ومعاني وطنية وقومية لها أهميتها في تاريخ نضال السوريين من أجل تحرير الأرض المحتلة وهو تتويج لبطولات جيشنا وتضحيات شعبنا في حرب تشرين التحريرية وما أكدته من حقائق ساطعة وفي مقدمتها الحق الثابت والمشروع في استعادة كل ذرة تراب من جولاننا الحبيب.

وحشية الاحتلال الإسرائيلي وهمجيته ضد المدينة المحررة بهدف محو الهوية الوطنية والقومية للجولان زادت من تمسك أهلنا في الجولان المحتل بوطنهم وتحديهم لسياسات العدو التهويدية وجرائمه فواجهوها بقوة وصمود مؤكدين انتماءهم لوطنهم ورفضهم للهوية الإسرائيلية وإصرارهم وتصميمهم على التحرير.

وبعد مرور 47 عاماً على ذكرى رفع علم الوطن في القنيطرة المحررة ما زال أهلنا في الجولان المحتل يؤكدون صمودهم وتحديهم لجبروت وإجراءات الاحتلال وقرارات الضم الباطلة وتمسكهم بكرامتهم وانتمائهم الراسخ والأصيل للوطن وثقتهم بالقدرة على استرجاع كل ذرة من ترابه في الوقت الذي يواصل فيه كيان الاحتلال الإسرائيلي تنفيذ مخططاته التوسعية الممنهجة بمصادرة الأراضي وانتهاك الحريات واستمرار اعتقال أبناء الجولان المحتل وممارسة سياساته التعسفية في استغلال المياه والثروات الباطنية والطبيعية.

وما أشبه الأمس باليوم فالرجال الأبطال أبناء وأحفاد من رفعوا راية الوطن في سماء القنيطرة استحالت أجسادهم وأرواحهم جسرا لانتصارات متجددة فدحروا التنظيمات الارهابية أذرع الكيان الإسرائيلي خلال السنوات القليلة الماضية … أذرع حولها رجال الجيش إلى خيوط واهية لم تثبت أمام إرادة الجيش العربي السوري ومن خلفه أبناء القنيطرة الأبرار.

وعلى وقع انتصارات الجيش المتتالية عام 2018 خلال عمليته العسكرية لإنهاء الوجود الإرهابي في محافظتي درعا والقنيطرة حرر على أثرها عدد من القرى والتلال الحاكمة ما عجل في استسلام الإرهابيين وانضمام عدد من القرى والبلدات إلى المصالحة تمهيداً لدخول وحدات الجيش إليها.

انتصارات الجيش والخسائر الكبيرة التي منيت بها التنظيمات الإرهابية المدعومة من كيان الاحتلال دفعتهم إلى الاستسلام والرضوخ لاتفاق في الـ 19 من تموز عام 2018 ينص على إخراج الإرهابيين الرافضين للتسوية وتسوية أوضاع الراغبين بالبقاء في مناطقهم وعودة الجيش إلى النقاط التي كان فيها قبل عام 2011.

رفع علم الجمهورية العربية السورية في الـ 27 من تموز عام 2018 في ساحة التحرير بمدينة القنيطرة المحررة اعاد مشهدية ملحمية رفع العلم الوطني عام 1974 وهي مشهدية تكرس إرادة السوريين المصممين على العيش بكرامة في وطن قوي مصان بإرادة أبنائه ودماء شهدائه ليبدأ الجيش العربي السوري والقوى الأمنية على الفور باستكمال تأمين المناطق المحررة ورفع المفخخات والألغام من مخلفات الإرهابيين وذلك حفاظاً على حياة المدنيين وتثبيت حالة الأمن والاستقرار فيها واستعادة حياتهم الطبيعية بعد حرمانهم منها لسنوات بفعل التنظيمات الإرهابية التي عاثت جرائم وترهيبا بالأهالي وممتلكاتهم خدمة للعدو الإسرائيلي الذي كانت تجاهر بولائها له وتتلقى كل أشكال الدعم منه.

ولضمان التواصل مع أهلنا في الجولان السوري المحتل خاصة ما يتعلق بالنواحي البروتوكولية المتعلقة بتصديق وثائق رسمية وعبور الطلاب وشراء موسم التفاح من الأهالي وغيرها تم في الـ 15 من تشرين الأول من العام ذاته رفع علم الجمهورية العربية السورية فوق معبر القنيطرة مع الجولان المحتل بعد خمس سنوات على إغلاقه وانسحاب قوات “الاندوف” من المنطقة.

واليوم تواصل قواتنا المسلحة الباسلة حربها ضد التنظيمات الإرهابية المدعومة من كيان العدو الإسرائيلي والولايات المتحدة وعدد من الدول والأنظمة الغربية والإقليمية وفي مقدمتها نظام أردوغان الاخواني.. حرب ستنتهي برفع العلم الوطني في كل بقعة من الأراضي السورية وذلك بهمة وإرادة السوريين وتضحيات جيشنا البطل.

سانا

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار