الجميع يحاول معالجة مشكلاته منذ بداية الحرب والحصارات الظالمة على سورية من جيب المواطن، فبعض التجار يرفعون أسعارهم بشكل يومي, ويطالبون بالمزيد تحت بند أسعار الصرف والمازوت وارتفاع أسعار المواد الأولية وأجور النقل …إلخ، كذلك المزارعون والصناعيّون وأصحاب وسائل النقل وأصحاب المكاتب العقارية يتذرعون بالحجج نفسها… والمطلوب زيادة الأسعار من جيب المواطنين، وحتى الضرائب والجباية التي تفرضها المالية على المواطنين ارتفعت للأسباب نفسها، والثابت الوحيد الذي لا يتزحزح هو دخل الموظف، وما يزيد الأمر صعوبة وسوءاً أنه عندما نجحت الحكومة ومنذ عدة أشهر في تثبيت أسعار الصرف عند حد معين استمرت أسعار السلع والمواد الغذائية بالارتفاع بحجة ارتفاع أسعار الأسمدة والبذار والأعلاف والأدوية والمحروقات…إلخ، وعلى سبيل المثال كان صحن البيض بخمسة آلاف ليرة ثم قفز إلى الستة والستة ونصف وو… والآن بثمانية آلاف ونصف الألف وفي طريقة إلى العشرة آلاف -حسب مربي الدواجن- وربما أكثر، وخلال اليومين الماضيين قفزت أسعار الأدوية 30% وما أدراك ما الأدوية؟!.
طبعاً المواطن لديه إيمان كبير بوطنه ويتفهم ظروف الحرب على البلاد وعلى استعداد أن يصبر ويصبر للحفاظ على وطنه، لكنه بحاجة إلى بعض الدعم المادي والمعنوي ، والأمور بدأت بالانفراج لذلك لابدّ أن ينعكس هذا الانفراج على أوضاع المواطنين المادية والمعيشية والمعنوية فعلاً لا قولاً… لا من خلال الخطابات ووسائل التواصل والمضافات، فكل يوم يستيقظ المواطن على خبر جديد سلبي وهو ارتفاع سعر سلعة ما, استراتيجية أو اتخاذ قرار من قبل وزارة التجارة الداخلية صباحاً وفي المساء يتم التراجع عنه, وهكذا باختصار نحن بحاجة كبيرة إلى بعض القرارات الإيجابية التي من شأنها أن تدعم واقعنا المعيشي ومعنوياتنا التي باتت محطمة.. ودمتم.