تزداد معاناة أهالي مدينة الحسكة ومحيطها جراء استمرار نقص مياه الشرب وتأخر ضخها من محطة مياه علوك بسبب مواصلة الاحتلال التركي ومرتزقته من التنظيمات الإرهابية انتهاكاتهم واعتداءاتهم على خطوط الكهرباء المغذية للمحطة من جهة والتحكم بأوقات وعدد ساعات الضخ من جهة ثانية ما يهدد مليون مواطن بالعطش.
المحتل التركي ومرتزقته اعتدوا بشكل سافر على خطوط الكهرباء المغذية لمحطة مياه علوك وحولوا معظم كمية الطاقة الكهربائية إلى مواقعهم ومقارهم في مدينة رأس العين المحتلة الأمر الذي انعكس سلباً على مدة تشغيل المضخات ضمن المحطة وضعف الضخ وتأخره ليمتد برنامج تقنين المياه إلى 20 يوماً أو أكثر قبل أن يتم الضخ لقطاع واحد فقط ضمن المدينة.
الأهالي الذين تزداد معاناتهم في ظل ارتفاع درجات الحرارة وانقطاع شبه تام للتيار الكهربائي يعتمدون اليوم على مياه الصهاريج والخزانات التي وضعها فرع منظمة الهلال الأحمر العربي السوري في أحياء المدينة وهي لا تسد الحاجة في حين جفت أغلبية الآبار السطحية التي حفرها الأهالي خلال الفترة السابقة وبات تأمين المياه يشكل عبئاً ثقيلاً عليهم.
يقول المواطن ” صالح الزغير” من مدينة الحسكة “إن المصدر الوحيد لمياه الشرب حالياً هو مياه الخزانات والصهاريج التي تعتمد على مزاج صاحب الصهريج وضميره لجهة كونها صالحة للشرب ما يشكل قلقاً مستمراً للأهالي خشية انتشار الأمراض ” مشيراً إلى أن “المحتل التركي ومرتزقته لا يهمهم أساساً معاناة الأهالي ، ونحن نطالب بضرورة إيجاد حل جذري لمشكلة مياه الشرب ويجب أن تتحرك المنظمات الحقوقية والإنسانية في العالم لوقف هذه المأساة”.
من جانبه قال “علي الجضعان” عضو مجلس الشعب إن نقص مياه الشرب بات يفوق طاقة تحمل الأهالي ومحطة علوك تستباح بشكل علني من المحتل التركي دون أي رادع متسائلاً “إلى متى هذا الصمت من المجتمع الدولي عن الجرائم ضد الإنسانية التي يرتكبها المحتل التركي بحق أبناء الحسكة”.
ونوه “الجضعان” بالإجراءات الحكومية الرامية إلى التخفيف عن الأهالي من خلال الموافقة على إحداث أربع محطات تحلية ضمن مركز مدينة الحسكة ودعا إلى زيادتها والإسراع بإنجازها كـ ” حل إسعافي” لتأمين مياه صالحة للشرب كما دعا كل الجهات والأطراف الدولية للعمل على الضغط على الاحتلال ومرتزقته للسماح لعمال المياه بإدارة المحطة المصدر الوحيد لمياه الشرب لميلون نسمة تقريباً.
مدير عام مؤسسة مياه الحسكة المهندس “محمود العكلة ” قال في تصريح لمراسل سانا ” إن محطة علوك هي فعلياً خارج الخدمة فكمية المياه المنتجة لا تصل الى 20 ألف متر مكعب يومياً بينما كانت تنتج سابقاً نحو 80 ألفاً وهذا الانخفاض يعود إلى تحكم المحتل التركي بتشغيل المحطة واستخدام قسم كبير من كمية الكهرباء المخصصة لها لمواقع ومقرات مرتزقته الإرهابيين في مدينة رأس العين والقرى المحيطة”.
وتابع العكلة “حتى اليوم لم يتمكن عمال مؤسسة المياه من الدخول إلى المحطة ولا نعرف ماذا يحدث داخلها منذ أكثر من شهر بسبب منعهم من المحتل التركي وحالياً نعمل على تأمين المياه للأهالي عن طريق الصهاريج المتعاقدة مع المنظمات الدولية لتعبئة الخزانات والتي أثبتت تحاليل المؤسسة العامة للمياه صلاحيتها للشرب”.
وأشار مدير مؤسسة المياه إلى ” تشكيل لجنة من قبل المؤسسة بغية مراقبة الصهاريج خاصة التي تدخل الى مركز مدينة الحسكة للتأكد من صلاحيتها للاستهلاك البشري والتحقق من مصدرها إلى جانب إجراء تحاليل للآبار التابعة للقطاع الخاصة والمعتمدة من بعض المنظمات لتعبئة المياه ونقلها إلى الخزانات ضمن المدينة ” مبيناً أن ” الحاجة تفوق قدرة الصهاريج لتأمين المياه لكامل أحياء مدينة الحسكة وريفها القريب”.
«سانا»