مباحثات سورية – عراقية لإقامة شراكات صناعية وتجارية
عقد في مقر غرفة صناعة دمشق وريفها اجتماع موسع بحضور وزير الصناعة العراقي منهل عزيز الخباز والوفد المرافق له ووزير الصناعة زياد صبحي صباغ
وجرى خلال الاجتماع مناقشة ورقة العمل المعدة من قبل غرفة صناعة دمشق وريفها والمتضمنة تسهيل التبادل التجاري بين سورية والعراق وخاصة عبور الشاحنات والميزات الجمركية وسمات الدخول وإقامة المعارض ونظام المدفوعات بين البلدين وتم الاتفاق على عرض المواضيع على الجهات المعنية في العراق لحل هذه المواضيع.
وقد أبدى الوفد العراقي اهتمامه بالصناعات السورية وخاصة في المرحلة الحالية والتركيز على الصناعات النسيجية والدوائية والمبيدات الزراعية والأدوية البيطرية والجلود وتمت الدعوة لإقامة شراكات من قبل القطاع الصناعي السوري مع الجانب العراقي من خلال عقود مشاركة مع القطاع العام العراقي أو عملية تأهيل وتشغيل مصانع موجودة ومتوقفة في العراق سيتم استكمال تشغيلها بعقود وفق القوانين النافذة والمشجعة التي تمنح ميزات ضريبية وجمركية وتفضيلية حتى يكسب المنتج ميزة تنافسية كبيرة ووجود منافذ تصريف عالية داخل العراق.
وكذلك أبدى الجانبان الرغبة الكبيرة بالتعاون لتسهيل التبادل التجاري وحل المشاكل العالقة ليتم بعدها تفعيل الشراكات الصناعية واهتمام الجانب العراقي بالكفاءات العلمية والمهنية السورية التي يمكن الاستفادة منها.
من جهته أكد الوزير صباغ أن اللقاء مع الجانب العراقي يأتي تتمة للقاءات التي جرت بالأمس والتي هي جزء من برنامج زيارة الوفد العراقي لبحث آفاق التعاون والمشاركات بين البلدين وتطوير الصناعة بما يساهم في تنميتها في كلا البلدين، مبيناً أنه تم البحث في غرفة صناعة دمشق وريفها في آليات عمل محددة منها ما هو آني والبحث في الخطوات الاستراتيجية القادمة لبناء شراكات حقيقية تخدم القطاع الصناعي بين البلدين إضافة إلى قضايا التبادل التجاري والخبرات الصناعية التي سيتم التباحث فيها عبر ورشات عمل مصغرة من الجانبين ولقاءات على أرض الواقع عبر زيارة بعض المنشآت الصناعية الموجودة في سورية سواء في المدن والمناطق الصناعية السورية.
وأكد الوزير صباغ أن هناك جاهزية للعمل والدعم من قبل حكومة البلدين للنهوض بالقطاع الصناعي منوهاً إلى أن هذا الاجتماع يتميز بإقامته في غرفة صناعة دمشق وريفها هذه الغرفة العريقة التي ينتمي لها صناعيون كثر مبدعون ومنتجون.
من جانبه أكد وزير الصناعة والمعادن العراقي أن زيارة الوفد العراقي لغرفة صناعة دمشق يأتي بهدف الوصول إلى حالة توافقية في المجال الصناعي والتبادل التجاري الكبير حيث يمكن أن يوفر للسوق العراقي والسوري البضائع المشتركة بين البلدين مشيراً إلى طروحات الجانبين السوري والعراقي المهمة لتعزيز التعاون الصناعي والتجاري بين البلدين.
وأوضح الخباز أنه تم الاتفاق على أن يكون هناك زيارات ميدانية إلى المدن الصناعية والمواقع للاطلاع على نسب القيمة المضافة لهذه المنتجات ونوعيتها وجودتها وآليات العمل فيها والوقوف على إمكانية التعاون في هذا المجال .
وأشار إلى أن التعاون والشراكة في مجال الصناعة وتوسيع حجم التبادل التجاري هو من أهم الأساسيات لإقامة علاقة تجارية كبيرة بين البلدين ونتطلع إلى مزيد من التعاون لافتاً إلى أن الأشقاء السوريين منفتحين جداً ويأملون بأن يكون لهم دور كبير في السوق العراقي وكذلك العراقيون يتطلعون إلى السوق السورية متمنياً أن يكون هذا اللقاء بداية لتعاون كبير مثمر .
بدوره أوضح رئيس مجلس إدارة غرفة صناعة دمشق الدكتور سامر الدبس أنه تم مناقشة عدة أمور تتعلق بالعلاقات الثنائية بين البلدين خاصة أن هناك عدة معوقات من أهمها المناقلة بين البضائع المحملة على السيارات السورية والعراقية والصعوبات في حصول الصناعيين السوريين على سمات الدخول إلى العراق إضافة إلى عدة أمور تتعلق بالتبادل التجاري بين الطرفين مبيناً أن الوزير العراقي وعد بنقل هذه المشكلات إلى الوزراء المختصين في العراق.
وبيّن الدبس أن هدف الزيارة تشجيع السوريين بوضع خبراتهم الكبيرة في عملية تطوير معامل الصناعيين العراقيين المتوقفة والبالغة ٤٠ ألف معمل بسبب الحرب التي شنت على العراق وتم الاتفاق على إرسال فرق خبراء سوريين لتشغيل هذه المصانع وأن الجانب العراقي يركز على الاستثمار والتشاركية سواء في القطاع العام أو الخاص العراقي لتنشيط هذه الصناعات والاستثمار هناك.