الاستشارة الإلكترونية .. هل تغني عن زيارة الطبيب؟
تتمثل الاستشارات الطبية الإلكترونية في تقديم الرعاية الصحية للمرضى خارج المستشفيات والعيادات، فهي تمكنهم من الاستفادة من الخبرة المتخصصة من دون الحاجة إلى زيارة الطبيب، وتتيح هذه الاستشارات للأطباء تلقي أسئلة المرضى والاستفسار عن حالتهم الصحية، حيث يجيب الاستشاريون المتخصصون ويحددون المساعدات الطبية في غضون بضع ساعات، أو ربما أيام إذا كانت حالة المريض تستدعي ذلك.
تقول نرجس وهي إحدى المريضات التي تتابع حالتها الصحية عبر الاستشارات الإلكترونية باعتبارها تقطن في محافظة أخرى: الاستشارات الإلكترونية تسهل التواصل بين المريض والفريق الطبي، وتحدّ من الزيارات الطبية غير الضرورية وتخفّض تكلفة الزيارات، وتتابع: تزداد أهمية الاستشارات الإلكترونية بالنسبة لسكان الأحياء الفقيرة والمجتمعات الريفية، ممن يواجهون صعوبة في الوصول إلى الأطباء المتخصصين في المدينة، وهذا ظهر بشكل واضح خلال جائحة كورونا.
د. كمال عامر نقيب أطباء سورية يرى أن الاستشارة الطبية الإلكترونية تفيد المريض من حيث السؤال عن نوعية دواء ما أو أعراض مرض معين، ولكنها لا تفيد في المعالجة، لأنه يجب أن يترافق مع الحديث الفحص الطبي والتحاليل المخبرية، التي يطلبها الطبيب إضافة إلى العلامات السريرية وغير ذلك.
فزيارة الطبيب من الأمور المهمة التي ينبغي ألا يغفل عنها المريض من أجل تشخيص الحالة بشكل صحيح ودقيق وصرف الأدوية بما يتلاءم مع الحالة ودرجة خطورتها.
بدورها د. زينب شحادة من فريق «سماعة حكيم» قالت: كفريق طبي دائماً ننوه عبر الصفحات إلى أن الاستشارة الإلكترونية لا تغني عن زيارة الطبيب، ليس لأهمية الاستجواب فقط، إنما من أجل الفحص السريري لأن المريض أحياناً يصف الأعراض عبر الصفحة الإلكترونية لكن بالفحص السريري تتبين الأعراض بطريقة تختلف عن وصف المريض لها.
لذلك فإن الاستشارة الإلكترونية لا تغني عن زيارة الطبيب، حتى إننا كفريق أطباء في موقع «سماعة حكيم» نقول لا يجوز صرف أدوية عن طريق التطبيق، لأن هناك مسؤولية قانونية فربما نصرف دواء حسبما وصف لنا المريض، ولكننا لم نقم بفحصه لذلك من الضروري فحص المريض قبل وصف الدواء له. أما دورنا عن طريق التطبيق فيتمثل في توجيه المريض إلى أين يذهب، وما الاستقصاءات التي يجب القيام بها، ومن الطبيب الذي يمكن أن يساعده، ويمكن أن نقدم له نصائح عامة، فالشيء البسيط يمكن للطبيب أن يصفه عن طريق التطبيق، أما الأعراض الخطيرة فلا يمكن أن يوصف لها علاج قبل أن يتم فحص المريض وإجراء التحاليل اللازمة.
وهنا يمكن أن نقول: إن دور الاستشارات الإلكترونية تخفيف العبء عن الناس في حال كانت الاستشارة بسيطة، أو إذا لم يعرف المريض أي طبيب مختص يمكن أن يتجه إليه، إضافة إلى وظيفة الصفحات الإلكترونية في تقديم نصائح عامة لكل الشرائح.