يخوض الفلسطينيون في بلدة بيتا جنوب مدينة نابلس في الضفة الغربية معركة وجود بمواجهة ممارسات المستوطنين الذين استولوا بحماية قوات الاحتلال الإسرائيلي على مساحات واسعة من قمة جبل صبيح جنوب البلدة وأقاموا بؤرة استيطانية تهدد بفصل شمال الضفة عن جنوبها.
يتوسط جبل صبيح بلدات بيتا ويتما وقبلان في نابلس ويطل على معظم قرى وبلدات جنوب وشرق المدينة ويحاذي الطريق المؤدي إلى أريحا والأغوار ويسعى الاحتلال من خلال الاستيلاء عليه إلى تنفيذ مخطط استيطاني يفصل شمال الضفة عن جنوبها بشكل نهائي عبر إقامة حزام يربط المستوطنات من منطقة رأس العين في الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948 مروراً بمستوطنة مقامة على أراضي الفلسطينيين شمال غرب سلفيت إلى إحدى أكبر المستوطنات شمال غرب نابلس ثم مستوطنة مقامة في محيط قرية زعترة جنوب المدينة وتاليا إلى جبل صبيح وصولاً إلى مستوطنات أريحا والأغوار ما يعني الاستيلاء على عشرات آلاف الدونمات والقضاء كلياً على أي فرصة للتواصل الجغرافي بين القرى الفلسطينية في هذه المناطق.
رئيس هيئة مقاومة الجدار والاستيطان وليد عساف أوضح في تصريح لمراسل «سانا »أن هذه المحاولة هي الرابعة للاحتلال لإقامة هذه البؤرة الاستيطانية في جبل صبيح ما يهدد بتقسيم الضفة الغربية فضلاً عن أنها ستشكل منطلقاً لاعتداءات المستوطنين على أراضي الفلسطينيين التي تقدر مساحتها بعشرات آلاف الدونمات على الامتداد الواصل بين قريتي زعترة جنوب نابلس وعقربا في جنوبها الشرقي مشيراً إلى أن الفلسطينيين كما أفشلوا مخططات الاحتلال سابقاً سيفشلونها هذه المرة بصمودهم ومقاومتهم.
من جهته شدد مسؤول ملف مقاومة الاستيطان في شمال الضفة غسان دغلس على أن الانتفاضة ضد الاستيطان في جبل صبيح الذي يمثل حلقة الوصل بين العديد من قرى نابلس ستتصاعد وأن الفلسطينيين سيزيلون المستوطنة الجديدة لو كلفهم ذلك أرواحهم لافتاً إلى أن اعتداءات الاحتلال اليومية على المظاهرات المناهضة للاستيطان في البلدة والتي أدت خلال الأسابيع الماضية إلى استشهاد ثلاثة فلسطينيين وإصابة أكثر من 500 واعتقال العشرات لن تثني الفلسطينيين عن مواصلة النضال في معركة الدفاع عن الوجود واقتلاع هذه المستوطنة.
وبين منسق اللجنة الشعبية لمقاومة الجدار والاستيطان صلاح الخواجا أن استبسال الشعب الفلسطيني في الدفاع عن جبل صبيح ضد مخططات الاستيطان والتهويد يشكل مرحلة حاسمة في التصدي لمخططات الضم والتوسع الاستيطاني مشيراً إلى أن الاحتلال لا يستهدف جبل صبيح فقط بل كل القرى المحيطة به لتقسيم نابلس إلى عدة أقسام وشق طرق استيطانية للمستوطنين في عمق القرى المحيطة بالجبل الذي يعد من أهم المناطق الاستراتيجية في المدينة.
وأشار الخواجا إلى أن استخدام الاحتلال الرصاص والقنابل السامة في قمع الفلسطينيين الذين يدافعون عن أرضهم وحقولهم وسقوط الشهداء الجرحى الذين كان آخرهم الشهيد الطفل محمد حمايل 15 عاماً يؤكد مجدداً همجية ووحشية الاحتلال الذي ما كان ليتمادى في إجرامه لولا صمت المجتمع الدولي وتقاعسه عن تطبيق قرارات الشرعية الدولية وفي مقدمتها قرار مجلس الأمن 2334 لعام 2016 الذي يؤكد عدم شرعية الاستيطان في الأراضي الفلسطينية المحتلة ويطالب بوقفه.