تحت اختبار الحلفاء

يترقب قادة دول مجموعة السبع انعقاد قمّتهم الأسبوع المقبل في بريطانيا لاختبار مدى فعالية شعار “أميركا تعود” الذي تبناه الرئيس الأمريكي جو بايدن، وإذا ما كان الأخير سيتمكن من إعادة الدفء إلى العلاقات مع أوروبا وإصلاح ما أفسده ترامب طيلة السنوات الأربع الماضية بسياساته الانعزالية المنضوية تحت شعار “أميركا أولاً”.

على طاولة قمة المجموعة، سيتصدّر الملفان الصيني والروسي أولوية البحث بهدف رسم ملامح بداية مرحلة جديدة لمواجهة “الخصوم المشتركين” للحلفاء الغربيين، ناهيك عن مواضيع أخرى كانتشار سلالات جديدة من “كوفيد19” وارتفاع حصيلة الوفيات في دول التجمع، إضافة لتغير المناخ.

مع الرهان الأوروبي على الثقة بواشنطن مجدداً، استبق بايدن جولته الخارجية الأولى بالترويج أنها تهدف بالدرجة الأولى لتجديد الالتزام الأمريكي حيال الحلفاء والشركاء، واتساق هذا مع تعهده بترميم العلاقات معهم غداة عبث ترامب بتلك العلاقات خاصة بعد أن أوقف عضوية بلاده في مؤسسات متعددة الأطراف وهدد بالانسحاب من حلف “ناتو”.

الواضح أن تصريحات بايدن الترويجية في “واشنطن بوست” تأتي كرسالة طمأنة للحلفاء تمهد الطريق أمامه في جولته التي تشمل كل من بريطانيا وبلجيكا وسويسرا لحضور قمم مجموعة الدول الصناعية السبع، ثم قمة حلف “ناتو” والقمة الأميركية- الأوروبية، إلى جانب قمة ثنائية بريطانية- أميركية، ثم القمة الأميركية- الروسية في جنيف.

ويرى محللون أن اجتماعات بايدن الواسعة بالقادة الغربيين هي اختبار لقدراته في عقد صفقات وإجراء تغييرات في ظل مواقف متوترة، وما إذا كان بإمكانه الوفاء بوعده باستعادة الهيمنة الأميركية من خلال توضيب الملفات الدولية، وأن تكون حاضرة في التعاطي معها سواء بترتيب عمليات الكرّ أم تنظيم عمليات الفرّ بالتعاون مع الشركاء المعنيين.

رغم كل الترويج الأمريكي لجولة بايدن، يشككك محللون بإمكانية تحقيق تقدم ملموس في هذا التعاون الجيوسياسي المشتهى بين أمريكا وأوروبا، مستندين بشكوكهم إلى أن الإجراءات المبكرة لإدارة بايدن تظهر عدم اقتناعها أن أوروبا ستكون حيوية في هذا الصراع الجيوسياسي الجديد، فبايدن الذي يلهث وراء علاقة جديدة مع الأوروبيين يريد أن يستفيد الكثير من دول “ناتو”، الأمر الذي يتطلب بالمقابل تسليم أوروبي بنفوذ واشنطن والثقة في الشراكة المثمرة معها.

لكن حسب استطلاع للمواقف الأوروبية نشره صندوق “مارشال” الألماني، فإن الثقة الأوروبية المطلوبة بواشنطن غير متوفرة، فالأغلبية الأوروبية ترى أن تأثير بايدن محدود وأن هناك انخفاضاً ملحوظاً في نفوذ واشنطن.

وعليه، فإن الدول السبع ستواجه صعوبة قبل أن تتوصل إلى نقطة توازن بكيفية مقاربتها لملف العلاقة مع روسيا والصين وفي ملفات أخرى، خاصة أن لأوروبا حسابات متباينة بين دولة وأخرى مع موسكو، وقد تكون مجتمعة بعيدة عن حسابات بايدن.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار