مزمنة هي .. معضلة حمص مع الصرافات و لاسيما (التجاري) منها
لم يبق أحد لم يعرف ولم يشاهد ولم يسمع عن معاناة المواطنين مع الصرافات، ونخص هنا أهالي حمص، حسب الكثيرين منهم معاناة صارت مزمنة مع الصرافات وخاصة تلك التابعة للمصرف التجاري، برغم شراء ذلك الأخير لأربعين صرافاً جديداً، تسعة منها في حمص، وذلك للتخلص من التبريرات السابقة المتذرعة بعدم توافر قطع غيار للصرافات القديمة وبخروج عدد كبير منها من الخدمة.
لكن الأرتال والازدحام لايزالان سيدي الموقف بلا منازع.
لاتأبه الأرتال المصطفة بكوفيد ١٩ ولابغيره، فالتباعد صفر والتقارب في أقصى درجاته، وصارت المشادات كثيرة وكثيرة جداً لدى الرجال والنساء على حد سواء.
يتنازعون ويتنازعن على الدور حتى لو كان الصراف خارج الخدمة.
لو رصدنا توزع الصرافات فقط في بعض الأحياء المتجاورة في وسط المدينة ، سنجد أربعة منها في سوق الناعورة (وكلها جديدة) تتبع للفرع ٤ ، وخمسة أخرى ( وكلها قديمة) تتبع للفرع ٣ وتتوزع هذه الخمسة مابين ثلاثة أحياء متجاورة هي الحمراء والمحطة والإنشاءات .. لكنها كلها مابين قديمها وجديدها غالباً ماتتوقف عن الخدمة في توقيت واحد !!! .
لو كنت من المحظوظين ستقبض راتبك في اليوم نفسه ولو بعد طول انتظار ، أما لو كنت من غير المحظوظين – وهي الحالة الشائعة – فسيخرج الصراف من الخدمة وسيقال لك بأن الشبكة انقطعت من دمشق.
وسينفض الازدحام بجموعه التي قد تعود مساء، ومنهم من لايستسلم ويقضي ماتبقى من يومه متنقلاً بين الأحياء باحثاً عن صراف يعمل.
ومنهم من يبقى – وجلهم من كبار السن- بانتظار عودة الشبكة مفترشين الرصيف بسبب العمر ووهن قواهم أو لأن الجيب فارغ حتى من أجرة السرفيس .
مايؤكد حجم المشكلة الكبير بحمص هو أنه وخلال الشهر الماضي اجتمع محافظ حمص بسام بارسيك مع مديري فروع المصارف طالباً منهم إيجاد الحلول خلال فترة قصيرة للتخفيف من مشكلات المواطنين مع الصرافات .
مديرة المصرف التجاري فرع ٤ هدى عوض أرجعت مايحدث إلى خروج عدد كبير من الصرافات من الخدمة وعدم توافر قطع تبديل لها وصعوبة إصلاحها ، وفيما يخص قطع الشبكة نوهت بأنه ليس دائم الحدوث وعندما يحدث فالسبب هو زيادة الضغط على الشبكة مثلما حصل في الشهر الماضي بسبب العُطل الرسمية وبسبب صرف المنحة بمعزل عن الراتب، ماجعل المواطنين يأتون مرتين بدل المرة الواحدة .
ومن الأسباب الأخرى لما يحدث هو قطع الكهرباء والتقنين لساعات طويلة ، ولو تم خفض ساعات التقنين في الوسط التجاري والإداري للمدينة سيكون الوضع أفضل .
مؤكدة بأنه وبناء على توجيهات الإدارة العامة تتم تغذية الصرافات بشكل مستمر كما ويتواجد الفنيون لإصلاح الأعطال في حال حدوثها.
ماتجدر الإشارة إليه أنه وقبل الحرب على سورية اعتمد المصرف التجاري آلية نقاط البيع أو Pos ، لكن التجهيزات دمرتها التنظيمات الإرهابية ولم تعد معتمدة حالياً خلافاً للمصرف العقاري الذي نشر مثل هذه النقاط في المحافظات مدناً وأريافاً ماقلل إلى حد كبير من ارتال الانتظار أمام صرافاته .
كما وتجدر الإشارة إلى وجود خمسة فروع للتجاري السوري بحمص وكلها موجودة في مقارها الأساسية باستثناء الفرع ٢ الذي لم يعد حتى الآن إلى مقره في بناء الـ ” سيتي سنتر ” بسبب الأضرار التي لحقت به .
وعن ذلك أوضحت مديرة الفرع ٢ رجاء شحود بأنه قيد التجهيز وبأنهم يشغلون حالياً أحد الطوابق من الفرع ٤ إلى حين تجهيز مقرهم السابق .