شكّل الأسبوع الماضي مخاضاً لولادة الفترة الرئاسية الجديدة.. وكانت «حيوية الشعب السياسية», الأم التي أورثت الحدث جينات حضارية أصيلة من هذا الشعب, وأرضعته القوة الوطنية, والتصميم السيادي, وأطلقته ليعلن أنّ الشعب السوري قادر وقوي, واعٍ وحكيم, جذوره في التاريخ, وفروعه في الآفاق, وهكذا فقد أظهر الشعب العربي السوري الأسبوع الماضي, عظمته وقوته وحكمته في انتخاب المستقبل, والتمسك بالسيادة والاستقلال, والتطلع إلى الارتقاء, واختار الأقدر على قيادة الدفة نحو تحقيق كل ذلك.
الشعب العربي السوري أظهر عبر تعاطيه مع الانتخابات الرئاسية أنه يتمتع بـ«بصيرة استراتيجية», لا تضيع الاستراتيجي ببعض التكتيكي, بل تركز كل القوة الشعبية على المسار الموصل إلى المستقبل, المستقبل الذي لا يكتمل إلا باكتمال السيادة الوطنية, على كامل الأرض والشعب والمؤسسات, المستقبل الذي لا ينبض إلا بالعمل, حيث لكل دوره في الإنتاج والعمران والتمييز والإبداع, المستقبل الذي لا يتعافى إلا بالنزاهة والانفتاح عبر القضاء على الفساد وقهر الإرهاب والتخلص من التعصب, وعمى النهب, إنه المستقبل الأمل الذي شكل الهدف الاستراتيجي الدائم الذي دفع الشعب السوري عبر حيويته السياسية وبصيرته الاستراتيجية لانتخابه انتخاب المستقبل.
شكّلت تجربة الشعب العربي السوري الأسبوع الماضي دعوة للعالم كلّه ليفتح عيونه, ويزيل الغشاوة عن بصره, ليقرأ حقيقة هذا الشعب الحي سياسياً والبصير استراتيجياً, والمتمسك بوطنه, والمصر على مستقبله تجربة الشعب العربي السوري في الانتخابات الرئاسية, إعادة تذكير للجميع أن سورية وطن الحضارة الأصيلة, شعب لا يساوم على سيادته واستقلاله, ولا يتهاون بعزته وكرامته, لأنه وفي الوقت نفسه, منفتح على الأخوة و الأشقاء والأصدقاء والعالم كله, لأنه لا يتراجع عن دوره الحضاري في المنطقة والعالم مهما حدث.. ودائماً الأساس الحضاري لسورية والسوريين سيادتهم و استقلالهم وعزتهم وكرامتهم… في الحاضر مهما كثرت مصاعبه, وفي المستقبل مهما كلّف الأمل به من عمل وجهد.
سورية انتخبت وفق هويتها الحضارية ورؤيتها الاستراتيجية, انتخبت المستقبل وآماله, واختارت العمل مع الرئيس بشار الأسد متطلعة لتحقيق هذا المستقبل الأفضل والأرقى, والأكثر عدلاً وإبداعاً.