الانتخابات السورية.. رسالة قوية إلى الغرب ودلالة على تقهقر النفوذ الأمريكي!

حرصت غالبية وسائل الإعلام الأمريكية على نشر الأكاذيب وبث السموم الفكرية تجاه الدولة السورية منذ بدء الأزمة في البلاد حتى يومنا هذا وذلك دعماً لمواقف وسياسات الإدارات الأمريكية وخططها الرامية إلى “إسقاط” الدولة السورية تحت ذرائع نشر “الديمقراطية”، وتغطية تلك الوسائل للانتخابات الرئاسية التي شهدتها سورية يوم أمس جاءت مكملة لهذا النهج، ومتممة للبروباغندا الخبيثة التي تلعب على وتر التحريض والإدانات.

وعلى الرغم من ذلك، فإن هناك حقائق لا يمكن للإعلام الغربي إلا ملاحظتها والاعتراف بها، ومن جملة ذلك، ما جاء في صحيفة “واشنطن بوست”، التي أكدت أن الأجواء الاحتفالية سادت سورية مع بدء التصويت، مشيرة إلى أن هذه الانتخابات هي الثانية التي تُجرى في ظل الأزمة بموجب دستور جديد تم تقديمه في عام 2012 وتنافس بموجبه ثلاث مرشحون رئاسيون، من بينهم المرشح السيد بشار الأسد.

وأكدت الصحيفة أن إدلاء الأسد بصوته في دوما بدمشق كان لفتة رمزية قوية، فالمنطقة كانت خاضعة لسيطرة الإرهابيين خلال الانتخابات الرئاسية السابقة، واختيار هذه المنطقة دوناً عن سواها دلالة على الشعور بالانتصار على الإرهاب، مشيرة إلى أن جموع الناخبين استقبلت الأسد بالهتاف فرحاً وابتهاجاً لدى وصوله إلى مركز الاقتراع برفقة عقيلته السيدة أسماء الأسد.

ورأت الصحيفة أن هذه الانتخابات أظهرت أن الأمريكيين ليس لديهم نفوذ لمنع وعرقلة سير العملية الانتخابية في البلاد، كما أنها تسلط الضوء على التحديات الهائلة المتبقية، إذ وعلى الرغم من خوض السوريون أصعب المعارك والانتصار فيها وعودة معظم الأراضي السورية آمنة ومستقرة إلى كنف الدولة، فإن الظروف المعيشية ما تزال صعبة وهناك مساحات شاسعة مدمرة بفعل الإرهاب، و”العقوبات” الأمريكية والأوروبية تعوق أي استثمار كبير في الجهد الهائل لإعادة بناء البنية التحتية المدمرة في البلاد.

وفي سياق الحديث عن الانتخابات الرئاسية السورية، أكدت قناة “سي جي تي إن” التلفزيونية الصينية بمقال نشرته على موقعها الإلكتروني أن الانتخابات الرئاسية أرسلت رسالة قوية إلى الغرب لأنها تظهر أن سورية نجحت في نضالها المستمر منذ عقد من الزمن ضد هجمة الإرهاب الهجينة التي شنت ضدها، لافتة إلى غياب بعض الأجزاء من سورية عن المشاركة في التصويت وذلك لأنها محتلة حالياً من القوات الأمريكية والتركية التي لا تحترم حق المواطنين هناك في ممارسة الديمقراطية.

ولفت المقال إلى أن الولايات المتحدة وحلفاءها دعموا الإرهابيين بشكل مباشر طيلة سنوات الأزمة في سورية، بمن في ذلك أولئك الذين يتبنون أيديولوجيات متطرفة، بعد أن وصفتهم بشكل ملطّف وخلبي بأنهم “متمردون معتدلون”، وعلى الرغم من ظهور أدلة دامغة على قيامهم بأعمال إرهابية لا ريب فيها، فإن وسائل الإعلام الغربية ما تزال ترفض الاعتراف بذلك.

وأشار المقال إلى أنه في البلدان التي تعاني من أزمات طويلة الأمد، فإن البعد النفسي مهم للغاية، وهنا يمكن الإشارة إلى أن انتخابات يوم أمس أثبتت أن غالبية السوريين يشعرون بالراحة الكافية للخروج وإيصال أصواتهم التي قوضت الجهود الخارجية التي استمرت لعقد من الزمن لـ”إسقاط” الدولة السورية، وعاجلاً أم آجلاً سوف يضطر الغرب للاعتراف بهذه الحقيقة.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار