أشار مقال نشره موقع “ذا أمريكان كونسيرفاتيف” الأمريكي إلى أن إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب، سلطت الضوء على اتساع وعمق ما يُعرف عموماً بالدولة العميقة، حيث أظهر صراع ترامب ضد موظفيه وكبار الضباط العسكريين فيما يتعلق بعودة القوات الأمريكية إلى البلاد، قوة لوبي الحرب في واشنطن، الذي يريد إقحام الولايات المتحدة في أي صراع قائم حول العالم.
ترامب “الذي لم يكن حمامة سلام” لكن المقال يؤكد أنه بالرغم من محاولته بمفرده إنهاء المشاريع العسكرية الأمريكية الحمقاء، وليس تلك الخاصة بأفغانستان فحسب، فقد أثبت أنه غير قادر على وقف حتى حرب غير منتهية، وفي الواقع فإن حملة التطهير في البنتاغون التي أجراها في الأيام الأخيرة لإدارته، لم تكن إلا محاولة منه لتحقيق هدفه الطويل الأمد المتمثل في سحب القوات الأمريكية، عبر إبعاد الجنرالات وفك أمريكا عن ارتباطاتها الخارجية، والتوصل إلى صفقة نهائية لا يمكن للإدارة المقبلة (أي إدارة بايدن الحالية) التراجع عنها.
ولفت المقال إلى أن دعوات ترامب لوقف الحروب التي لا نهاية لها يمكن إرجاعها إلى عام 2011 على الأقل، عندما كان مطوراً عقارياً ومشهوراً في “تلفزيون الواقع” وكتب حينذاك عشرات “التغريدات” ضد الوجود العسكري الأمريكي في العراق وأفغانستان، لكن بمجرد توليه سدة الحكم في عام 2016 تم قمع وعرقلة طموحاته بالانسحاب من أفغانستان ودول أخرى من القادة العسكريين، وبدا أن كل شخص آخر في واشنطن مصمم على خوض ليس فقط حرباً واحدة بل عدة حروب لا نهاية لها، وأن القوى المؤثرة في السياسة الخارجية الأمريكية ترغب بوجود قوات متمركزة في كل دولة حول العالم.
ورأى المقال أن تجربة ترامب تقدم تحذيراً لأي رئيس أمريكي مستقبلي يتحدى ثقافة الحرب الدائمة لواشنطن وعوامل تمكينها، إذ يسيطر الرئيس الأمريكي على جانب واحد فقط من رئاسته ليس إلا، وهو طاقم عمله، إذ إنه لا يختار المشرعين أو الصحفيين أو البيروقراطيين أو جماعات الضغط، كما أنه لا ينتقي القادة الأجانب، لكن لسوء الحظ، لم يفهم ترامب أهمية اختيار طاقمه بعناية.
وأكد المقال أن الجهد الأخير لترامب لفرض تغيير فشل ككل محاولاته السابقة، وصحيح أن الرئيس الحالي جو بايدن قرر في أوائل الشهر الحالي سحب قوات بلاده من أفغانستان بحلول أيلول، ولكن لا يزال هناك متسع من الوقت لبعض دعاة الحروب أنفسهم لتقويض قراره.