موسم الدراما الرمضاني لا ينتهي بانتهاء الشهر الكريم، نظراً لكثرة الأعمال الدرامية وتقبل الجمهور لعموم المسلسلات العربية، لذلك فكثير من القنوات الفضائية تعتمد على إعادة بث المسلسل المتعاقدة معه مباشرة بعد شهر رمضان، أي تنتهي الحلقة الأخيرة لتبدأ مباشرة بعد العيد الحلقة الأولى، إضافة للبث الفضائي هناك العالم الإلكتروني الذي سمح للجمهور بمتابعة ما يشاء وقتما يشاء.
هذا الكم الهائل من الأعمال والأموال مقسّم على وقت مستقطع من وقت المشاهد كيف يمكن استثماره بإرسال رسالة ما؟
كمواطن طبيعي تابعت مع عامة الناس الثقافة الدرامية الرمضانية التي باتت طقساً رئيساً من طقوس شهر رمضان الكريم، ولمست الكثير من الرسائل المباشرة وغير المباشرة في العديد من الأعمال التلفزيونية، وأذكر منها عملاً يحمل فكرة اجتماعية مهمة انتهت حلقاته من دون مرور سيجارة واحدة في المسلسل ومن دون لقطات لـ«بار ونسوان».. مع كل حالة البذخ التي كان يتمتع بها أبطال المسلسل، أي إن النظرة العامة لفكرة الثراء بمجونه وحريمه تغاضى عنها القائمون على العمل ولم يؤثر غيابها أبداً في نجاح العمل.. وهذا لا يعني أبداً أنني ضد تصوير مشاهد كهذه مادامت تخدم النص، أما لو كانت لمجرد الاستعراض فقط فأنا ضد طرحها تماماً، خاصة أن جيل الشباب يعتمدون على سلوكيات البطل الفنان وتقليده بموضة العام، ولحية وقصة شعر جبل شيخ الجبل أكبر مثال!.
فيما اعتمد مسلسل آخر على التنويه في بعض حلقاته بأن حلقة اليوم فيها مشاهد لمن هم فوق الـ«١٨» على الرغم من بساطة المشهد الساخن فيما لو قورن بما يعرض عموماً في المسلسلات إلا أنهم احترموا المشاهد الملتزم بتنبيهه فيما لو حضر الحلقة أطفال، وفي حلقة أخرى فيها حيوانات أليفة قاموا بالتنويه قبل الحلقة بأنه لم يتم أبداً إيذاء الحيوان المشارك في العمل التلفزيوني.
وفي مسلسل آخر كانت الرسالة أبلغ وأعمق واستطاعت التأثير في الشارع المُشاهد بشكل عام من حيث توجيهه لرفض فكرة التعصب ولفظ مشروع “الثورات العربية” التي حصلت منذ أعوام فاستحق بجدارة تصفيقاً إلكترونياً حاراً.
ليكون عنوان الاستثمار الأهم في موسم الدراما الرمضانية رسائل ممكن أن نساهم في تفعيلها في حوارات الأبطال..عسى ولعل!.