تمر الذكرى الثالثة والسبعون لاغتصاب فلسطين هذا العام في ظل جرائم متواصلة يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني من عدوان همجي متواصل على قطاع غزة أسفر حتى الآن عن استشهاد وإصابة المئات ودمار كبير في المنازل والبنى التحتية إضافة إلى تصعيده حرب التهجير والتطهير العرقي والتهويد في القدس المحتلة في مشهد يعيد للأذهان جرائم العصابات الصهيونية قبل النكبة وخلالها والمستمرة حتى اليوم.
وأمام تلك الجرائم يواصل الفلسطينيون صمودهم وثباتهم على أرضهم ودفاعهم عنها مؤكدين تمسكهم بحق اللاجئين في العودة إلى ديارهم التي هجروا منها قسراً وهو الحق الذي أكدته الأمم المتحدة في قرارها رقم 194 لعام 1948 والذي لايزال بعيداً عن التنفيذ ولا يعدو كونه حبراً على ورق في ظل الدعم الغربي وخاصة الأمريكي للاحتلال وتأمين الحماية له في مجلس الأمن الدولي.
ثلاثة وسبعون عاماً تنقضي اليوم على نكبة الشعب الفلسطيني ولا تزال معاناة هذا الشعب مستمرة في ظل تواصل جرائم الاحتلال الرامية لتهجير الفلسطينيين من أرضهم وتهويدها يضاف إلى ذلك تتابع فصول المؤامرات على الشعب الفلسطيني المتمسك بأرضه وفي مقدمتها إعلان الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب في كانون الأول 2017 القدس المحتلة عاصمة لكيان الاحتلال ونقل سفارة بلاده إليها في أيار 2018 بالتزامن مع الذكرى السبعين للنكبة ومن ثم دعمه إعلان الاحتلال عزمه ضم أجزاء من الضفة الغربية وكل ذلك ضمن ما يسمى “صفقة القرن” التي رفضها الفلسطينيون والعالم أجمع.
اللجنة العليا لإحياء ذكرى النكبة أعلنت في بيان لها إطلاق سلسلة فعاليات شعبية تتضمن حملات وطنية محلية وعربية ودولية تؤكد على التمسك بحق عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى قراهم ومدنهم التي هجرتهم منها العصابات الصهيونية عام 1948 وللتنديد بجرائم الاحتلال الوحشية في قطاع غزة موضحة أنه سيتم خلال تلك الفعاليات رفع العلم الفلسطيني على أسطح المنازل ومفاتيح ترمز لحق العودة.
رئيس دائرة شؤون اللاجئين في منظمة التحرير الفلسطينية رئيس اللجنة العليا لإحياء ذكرى النكبة أحمد أبو هولي أوضح في تصريح لمراسل «سانا» أن فعاليات إحياء الذكرى تشمل أنشطة إعلامية وفعاليات رقمية ووقفات وطنية مبيناً أن الفعاليات الرقمية انطلقت الثلاثاء الماضي عبر حملة إعلامية متعددة اللغات والبرامج على منصات التواصل الاجتماعي تحت شعار “صمودنا طريق عودتنا” وتستمر عشرة أيام.
وأشار أبو هولي إلى أن هذه الفعاليات ستنقل للعالم عشرات الرسائل المرتبطة بحقوق اللاجئين الفلسطينيين وخاصة حقهم في العودة إلى ديارهم طبقاً للقرار 194 مطالبة الأمم المتحدة برفع الظلم التاريخي عنهم إضافة إلى تسليط الضوء على عدوان الاحتلال على قطاع غزة وجرائم التطهير العرقي والتهجير القسري التي يرتكبها في القدس المحتلة والمسجد الأقصى وكذلك مطالبة الدول الموقعة على الاتفاقية الدولية للقضاء على جميع أشكال التمييز العنصري بمحاسبة الاحتلال الإسرائيلي على جرائمه والتدخل لوقفها.
ولفت أبو هولي إلى أن فعاليات إحياء ذكرى النكبة تهدف إلى تعزيز التضامن العالمي مع القضية الفلسطينية وتذكير المجتمع الدولي بالنكبة والتأكيد على تمسك الشعب الفلسطيني بالقدس عاصمة أبدية لدولة فلسطين.
منسق دائرة اللاجئين في القوى الوطنية الفلسطينية محمود خلف بين أن الشعب الفلسطيني يستذكر فصول النكبة المستمرة منذ 73 عاماً من معاناة وألم وقهر حيث بقيت كل قرارات الأمم المتحدة حول حق اللاجئين الفلسطينيين بالعودة حبيسة أدراج المنظمة الدولية لافتاً إلى أن المطلوب من المجتمع الدولي دعم حقوق الشعب الفلسطيني ورفع الظلم التاريخي الذي وقع عليه ووقف جرائم الاحتلال بحقه وخاصة في قطاع غزة والتي تسببت بسقوط مئات الشهداء والجرحى.
وأشار خلف إلى أن الشعب الفلسطيني بمقاومته في قطاع غزة والقدس والضفة يدافع عن حق العودة وسيسقط كل مخططات التهويد والاستيطان مشدداً على أن طريق المقاومة هو الوحيد لتحقيق ذلك وأن الحقوق لا تسقط بالتقادم.
عضو المكتب السياسي لحزب الشعب الفلسطيني طلعت الصفدي لفت إلى أن تهجير سكان 531 مدينة وقرية فلسطينية على يد العصابات الصهيونية عام 1948 وارتكاب أكثر من 70 مجزرة بمساعدة بريطانيا والقوى الاستعمارية جريمة مستمرة حتى الآن حيث يتم قصف الأحياء السكنية وقتل الأطفال والنساء في قطاع غزة فيما يكتفي المجتمع الدولي بالصمت.
وشدد الصفدي على أن حق عودة ستة ملايين ونصف المليون لاجئ هو حق مقدس وسيتحقق طال الزمان أم قصر مجدداً التأكيد على أن مقاومة الشعب الفلسطيني وصموده على أرضه أثبتت لكل العالم تمسك الفلسطينيين بحقوقهم ورسمت طريق التحرير والعودة.