الشعب السوري سيقول كلمته!
تعد الانتخابات الرئاسية السورية التي ستعقد خلال هذا الشهر في يومي 20 بالخارج و26 بالداخل أحد أبرز الأحداث التي تفرض نفسها على الساحتين الإقليمية والدولية.
أنظار العالم أجمع تتجه صوب سورية لمتابعة الحدث المهم, وقلوب المتابعين تنقسم إلى قسمين:
الفريق الأول هم أعداء سورية الذين شنوا حربهم الكونية عليها لمدة عشر سنوات, وكانوا يأملون في تقسيمها وتدميرها والإطاحة بدولتها، لكن خابت ظنونهم على مدار سنوات الحرب, ولم يخف هذا الفريق عداءه الصريح للرئيس بشار الأسد، حيث جاهر وأعلن قادة هذا الفريق هذا العداء، على مرأى ومسمع من العالم أجمع.
الفريق الثاني هم كل الأحرار في سورية ووطننا العربي والعالم الذين ينتظرون إعادة انتخاب الرئيس بشار الأسد لفترة رئاسية جديدة, ليواصل معركة تحرير التراب الوطني السوري من بقايا الجماعات التكفيرية الإرهابية التي عملت بالوكالة لدى الأمريكي والصهيوني, ومن القوات الأمريكية والتركية التي تدنس الأرض العربية السورية الطاهرة, هذا إلى جانب البدء في مرحلة إعادة البناء والإعمار التي ينتظرها السوريين بالداخل والخارج, لتعود سورية كما كانت قبل العام 2011 نموذجاً للمجتمع المكتفي ذاتياً, صاحبة المشروع النهضوي المستقل الذي لا يخضع لأي إملاءات خارجية.
ففي 18 نيسان الماضي أعلن رئيس مجلس الشعب السوري فتح باب الترشيح للانتخابات الرئاسية ولمدة 10 أيام, وكان هذا الإعلان صادماً لكل أعداء سورية الذين كانوا يراهنون على العقوبات والحصار الاقتصادي لمنع إجراء هذا الاستحقاق الدستوري في موعده, وقوبل الإعلان بهجوم ضارٍ من أعداء سورية الذين قاموا بالتشويش على الانتخابات قبل أن تبدأ.
وهو نفس السيناريو الذي تم في الانتخابات الرئاسية الماضية في عام 2014, وكانت سورية في وضعية صعبة للغاية حيث كانت الجماعات التكفيرية الإرهابية تسيطر على مساحات واسعة من الجغرافيا السورية, ورغم ذلك تمت الانتخابات بمنتهى النزاهة والشفافية على مرأى ومسمع من العالم أجمع, في ظل موجة من التشكيك أجهضت عبر توافد أبناء الشعب العربي السوري في الخارج على سفارات بلدهم حاملين الأعلام السورية وصور الرئيس بشار الأسد، وتم إعادة انتخابه في الخارج والداخل أمام كاميرات وسائل الإعلام, وكانت الضربة الحاسمة لكل أعداء سورية المشككين في نزاهة الانتخابات قبل أن تعقد أنه إذا كان هناك إمكانية للتلاعب بالصورة الداخلية فكيف يتم التلاعب بالصورة في الخارج.
لقد قدم أبناء سورية نموذجاً للوفاء والوعي فالغالبية العظمى من السوريين بالخارج والداخل يدركون حجم المؤامرة على بلدهم، كما يدركون أنه لولا بسالة جيشهم وحكمة وبطولة قائدهم ما كانت سورية الآن دولة موحدة بل كانت ستقسم لعدة دويلات كما كان مرسوماً لها بواسطة المشروع الأمريكي– الصهيوني الذي يعرف بمشروع الشرق “الأوسط الكبير أو الجديد”، لذلك عندما جاء الاستحقاق الدستوري الرئاسي في عام 2014 خرج السوريون بالخارج ليقولوا نعم للقائد البطل ثم تبعهم السوريون بالداخل, وفي أعقاب إعادة الانتخاب قام الرئيس بشار الأسد بعقد تحالفه الإستراتيجي مع روسيا وبدأت حرب التحرير الحقيقية, حيث خاض الجيش العربي السوري والحلفاء معارك كبرى على كامل الجغرافيا العربية السورية حيث تم تجفيف منابع الإرهاب وهزيمة الوكلاء في هذه الحرب الكونية.
وعندما شعر الأعداء الأصليون بهزيمة الوكلاء الإرهابيين على الأرض وفشل مشروعهم التقسيمي والتفتيتي أدركوا أن وجود الرئيس الأسد هو العقبة في سبيل تحقيق أحلامهم, فقاموا بتغيير خططهم وفرض العقوبات الاقتصادية عبر ما يسمى “قانون قيصر”، وخلال العامين الماضيين وكلما اقترب موعد الاستحقاق الانتخابي الرئاسي كان الحصار الاقتصادي يشتد, أملاً في أن يحققوا عبر هذا الحصار ما فشلوا في تحقيقه عبر المواجهات العسكرية, ظناً منهم أن الشعب سوف يكفر بدولته, لكن هيهات أن يفلحوا في تآمرهم، فالشعب الذي قدم فلذات أكباده من خيرة أبنائه في المعارك والمواجهات المباشرة مع التكفيريين, والذي خرج بصدور عارية لمواجهة العدوان الغربي على بلادهم لكي يتصدى له, لا يمكن أن تفلح مخططات الحصار والتجويع في كسر إرادته أو تغيير عقيدته, وإيمانه بقائده.
لذلك ينتظر كل الشرفاء حول العالم يومي 20 و26 أيار (مايو) القادم كلمة الشعب السوري بالخارج والداخل لإعادة انتخاب الرئيس الأسد لفترة رئاسية جديدة ليستكمل الانتصارات ويقوم بتحرير كامل التراب السوري المحتل, ويعيد بناء وإعمار سورية, وكما شهد العالم أجمع توافد السوريين بالخارج والداخل على صناديق الاقتراع في انتخابات 2014 سوف يشاهدون توافدهم على صناديق الاقتراع في انتخابات 2021 ووسائل الإعلام جاهزة لنقل الحدث الأبرز على الساحتين الإقليمية والدولية. اللهم بلغت اللهم فاشهد.
كاتب من مصر