السواعد التي تبني

حظيَ العمال على مدار العقود الماضية منذ التصحيح المجيد بالعديد من المكتسبات والحقوق التي نالوها بكدّ وجدّ بعد أن أصبحوا أسياد المصانع وأصحاب القرار في إدارتها..و بعد أن وفرت الحياة الديمقراطية لهم ذلك من خلال مؤتمراتهم السنوية ومن خلال الحظوة الكبيرة التي تمتعت بها قياداتهم النقابية، وبات كل ما يطرحونه خلالها وما يرفعونه من شعارات وما يتوصلون إليه من قرارات وتوصيات يحصلون عليه من خلال استجابة الدولة وبكل مؤسساتها لهموهم وشجونهم.. حيث منحتهم كل الاهتمام والرعاية بدءاً من تحديد ساعات العمل مروراً بحصولهم على الوجبة الغذائية وليس انتهاء باللباس العمالي.. والكثير من العطاءات والمزايا والتمثيل النقابي لهم في كل إدارات الدولة وهيئاتها ومؤسساتها الهامة.. ومجالس إداراتها مكنتهم من أن يكون أصحاب القرار في عمليات البناء ودعم الاقتصاد الوطني من إنتاجهم..
وبالمقابل أيضاً كانوا جنوداً مجهولين من خلال تضحياتهم الجليلة التي قدموها في دحر الإرهاب الذي استهدفهم بشكل مباشر والذي طال العديد من المعامل والمصانع بالدمار ..
هذه المكتسبات لم تكن لتتحقق لولا أن وفرتها لهم المشاركة الفاعلة في الحياة السياسية العامة والديمقراطية عبر المؤسسات التشريعية والتنفيذية والقضائية التي يشغلون النصف فيها بالتمثيل الديمقراطي وبات صوتهم مسموعاً وكلمتهم قراراً نافذاً بتلك المؤسسات التي تحفظ حقوقهم وتدافع عنهم ..
لذلك هم مدعوون اليوم أكثر من أي يوم مضى للدفاع عن هذه الحقوق والمراسيم والتشريعات التي كفلت لهم الكرامة بالمشاركة في الاستحقاق الرئاسي القادم والمبادرة إلى الانتخاب.. خيارهم الأوحد الوطن، ممثلاً بالدولة ومؤسساتها وأن يكون خيارهم الانتخابي سيادة ووحدة تراب سورية ..خيارهم الدولة بمصانعها ومشافيها وجامعاتها …خيارهم التعليم الإلزامي المجاني والاستشفاء المجاني للحفاظ على حقوقهم وحق عوائلهم في الحياة.
مدعوون للمشاركة بالانتخاب الرئاسي حفاظاً على تضحيات الجيش والعمال منهم وحفاظاً على أرواح الشهداء ودمائهم الطاهرة والذين ضحوا لنحيا نحن وأولادنا وليحيا الوطن حراً منيعاً عصياً على الكسر وليكونوا كما كانوا أصحاب المعامل وأسيادها كي تبقى آلاتها تصدح وعجلاتها تدور وترفد الوطن بكل أسباب ومقومات الصمود.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار