هذا طريق الشام !
يقود سفينته باقتدار.. يواجه الريح والعواصف بقلب قوي.. ويدين ثابتتين.. يحمل القبطان ابنة الشهيد يبتسم لها بحنان.. يمسح رأسها.. ويرفع رأسها.. أنت ابنة الكرامة والهيبة والتضحية.. أنت يا صغيرتي أمانة في الضمير.
هذه الأرض الطاهرة حرام على الخونة والمجرمين وحلال على الأبطال والشرفاء.
يقول فيك الشاعر: يا أيّها المستحيل يسمونك الشامَ !
أفتحُ جرحي لتبتدئ الشمسُ. ما اسمي ؟ دمشق
وكنت وحيداً .. ومثليَ كان وحيداً هو المستحيل
أنا ساعة الصفر دقَّتْ .. فشقَّت .. خلايا الفراغ على سرج هذا الحصان المحاصر بين المياه .. أنا ساعة الصفر جئت أقول: أواجههم قاتلاً أو قتيل أعدُّ لهم ما استطعتُ…وينشقُّ في جثتي قمرُ المرحلهْ وأمتشق المقصلهْ ..أقف أمامهم كالرمح : قاتلاً أو قتيل .. يؤرِّخني خنجران: العدوُّ ..وعورةُ طفل صغير تسمّونهُ بردى .. وسمَّيته مبتدأ .. وأخبرته أنني قاتل أو قتيل.
الشوارع مزدحمة والحماس يتقد فهذا نهار جديد وهموم العيش كثيرة كل يقصد أبواب الرزق من دروب مختلفة ..
يا دمشق اغتسلي بالثلج والبرد وارتدي ثوبك الأبيض النقي هكذا كنت في كل العصور مولد النهار العربي ..
يقول بطل مغوار يقاتل ليحمي ترابك ..الآن جئتُ من الأحمر اللاحقِ.. اغتسلي يا دمشق بلوني لون النصر .
أفديك أيتها العيون البريئة أحتضنك ويسيل دمي فداء حبك ..ولي عندك وصية احتضني أحبابي ..أفرشي لهم يديك ..من جبل قاسيون يبدأ اللون البرتقالي وعند بردى ينتهي باللون الأزرق والأخضر ..
ما أكبرَ الأرضَ ! ما أصغَر الجرحَ ..هذا طريق الشام..
وهذا هديل الحمام.