مسار متعثر

يبدو مسار مئة يوم الأولى من حكم الرئيس الأميركي جو بايدن متعثراً ويعج بالتناقضات في طريقة إدارة الملفات الخارجية والداخلية، ليبقى الانقسام الحزبي والتنافر السياسي معضلة لم تجد الحل حتى الآن، بينما استقرت شعبيته في المراتب المتدنية مقارنة بأسلافه من جمهوريين وديمقراطيين خلال الأيام المئة الأولى من الحكم.

ورغم الهدوء الحاصل خلال الأشهر الثلاثة الأولى من عهد بايدن، إلا أن المعارضين يخشون من أن يكون (هدوء ما قبل العاصفة)، خاصة أن بايدن ناقض وعوده بالعمل مع الكونغرس والتعاون بين الحزبين الديمقراطي والجمهوري واعتمد حتى الآن على الأغلبية الديمقراطية ما سبب فورة غضب للجمهوريين جعلت جهودهم تنصب على إحراز مكاسب خلال الانتخابات النصفية المقبلة للكونغرس لقلب الأوضاع الجارية، حيث بدؤوا بتشكيل قاعدة انتخابية من الأميركيين غير الراضين عن سياسات بايدن أملاً بتغيير المزايا التي يعطيها الأخير للديمقراطيين بالكونغرس.

تمكن بايدن خلال مئة يوم الأولى من تسريع عمليات التلقيح ضد كورونا وتمرير ميزانية ضخمة لإنعاش الاقتصاد الأميركي، إلا أن مهمته لا تزال صعبة للغاية بالاستناد إلى الانقسامات الحزبية العميقة وتفشي فيروس كورونا المستجد، والاقتصاد المنهك جراء انتشار الوباء وتبعات سياسات دونالد ترامب, وكذلك الخوف من ازدياد العنصرية وعدم القدرة على لجم أعمال شغب قد تخرج عن السيطرة كما حدث ليلة اقتحام أنصار ترامب لمبنى الكابيتول في كانون الثاني الفائت والذي لا يزال يخضع للإغلاق.

لقد نقل بايدن الحكم في البيت الأبيض إلى شكل مختلف عما كان في عهد ترامب فلم يعد (تويتر) المنصة الأساسية لإطلاق القرارات والإقالات والتعيينات الجديدة، ولم يلجأ بايدن إلى تعظيم نفسه من خلال الخطابات وأوقف سياسة الشتم التي كرسها ترامب خلال وجوده في البيت الأبيض, لكنه أخفق بحصد الشعبية الجماهيرية فلم يتفوق إلا على سلفه ترامب المصنف أسوأ الرؤساء الأميركيين.

خارجياً وفيما يتعلق بمنطقتنا، لا تزال سياسات واشنطن على حالها لم تسجل اختلافاً جارياً عما كان من قبل من حيث مواصلة سياسة ازدواجية المعايير ودعم الإرهاب واستمرار نهب الثروات.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار