أول دكتوراه أنثوية رياضية
الخبرة الرياضية الميدانية في فهم تكتيك أي لعبة رياضية والتقنيات الحركية لها ضمن الإطار القانوني والأنظمة التي تحكمها هي ذروة المهارة وقمة العطاء التي ينشدها ويتمناها كل رياضي لأنها تساعده في إدراك ماهية وأسرار لعبته الرياضية وتسهل عليه إيجاد القواعد والأسس الصحيحة والفعالة لتدريسها وتدريبها مستقبلاً، فلاعبة المنتخب الوطني بكرة الطائرة ميادة حيدر وصلت إلى هذه المرحلة وهذه القناعة بجهودها المستمرة خلال مسيرتها الرياضية وتوجت ذلك مؤخراً بسبق علمي رياضي أكاديمي وحضاري على مستوى الوطن تمثل بحصولها على أول شهادة دكتوراه باختصاص طرائق التدريس من كلية التربية الرياضية في جامعة تشرين وهي حالة إيجابية مبشرة على تطور الفكر الرياضي في الساحة الرياضية السورية واعتماده الأساسيات المنهجية والعلمية في عملية التدريب وإعداد الكوادر الرياضية وتأهيلها مستقبلاً وصولاً إلى الإبداع في وضع الخطط وإظهار جماليات الأداء الصحيح والتنافس الرياضي المبني على المعرفة والخبرة والالتزام بالقواعد، واللافت أن هذه الشهادة العلمية الرياضية العالية التي حصلت عليها الدكتورة حيدر هي نتاج أعوام من ممارسة هذه اللعبة وتراكم خبرات من الجهد والجد والعطاء والاحتكاك الفعلي الميداني لتقنيات هذه اللعبة باعتبارها كانت لاعبة كرة طائرة للناشئات والشابات والسيدات في نادي تلدرا الرياضي وخلال ذلك توجّت بأكثر من لقب ومركز وهنا بيت القصيد بأهمية هذه الأطروحة التي قدمتها لنيل شهادة الدكتوراه لأنها ضمت نتاجات وحصيلة الكثير من الخبرات الميدانية والتجارب والدروس المستفادة والأفكار خلال مسيرتها الرياضية كتجربة رياضية ذاتية، وقد كان لتقدير القيادة الرياضية والمعنيين في هذا الأمر أبلغ الأثر والأهمية وأعمق الدلالة على الرعاية والدعم الذي يتلقاه الرياضيون المميزون وأصحاب الإنجازات والأفكار العلمية الرياضية بكل أنواعها، نتمنى التوفيق للدكتورة ميادة حيدر والنجاح في مساعيها العلمية المنهجية لتطوير رياضة كرة الطائرة وتقدمها على الصعيد الوطني والدولي من خلال تلك الأفكار والمفاهيم الجديدة والمقترحات الرياضية التي عرضتها في أطروحتها لتأخذ طريقها إلى الدراسة والمتابعة الفعلية والتطبيق العملي في الصالات لما فيه خير لهذا اللعبة، ونأمل زيادة الاهتمام والتشجيع لتلك المبادرات والأفكار الفردية والجماعية ضمن إطار التوجه المدروس والممنهج نحو رياضة سورية حضارية متطورة وعابرة للحدود وحاضرة بقوة في المحافل الرياضية العالمية تعزيزاً لسمعة الوطن وإظهاراً لمكانته .