مطلب جماهيري

ما يحصل في كواليس اتحاد الكرة هو أمر غريب وعجيب، فهذا الاتحاد الذي تعرض لانتقادات كثيرة حول استعداد منتخبنا للمرحلة الثانية من التصفيات الآسيوية القادمة التي ستقام خلال حزيران القادم إلا أنه مازال صامتاً ولا يريد القائمون عليه أن يتكلموا بشفافية حول الاستعداد القادم بما يطمئن الجماهير العريضة على مستوى منتخبهم التي اهتزت صورته مؤخراً من خلال المباراتين الوديتين الأخيرتين مع إيران والبحرين ، فمازالت التصريحات المسربة ضبابية ولا تعطي إشارات إيجابية حول هذا الاستعداد الذي يجب أن تكون كل خطواته مكشوفة وعلنية والإعلام الرياضي بصورة هذه الاستعدادات خوفاً من أن ينطبق المثل القائل على مسؤولي كرتنا :« في الصيف ضيّعت اللبن» .
فليس من المعقول أن يكتفي هؤلاء المسؤولون بضجيج ما حصل في المؤتمر الصحفي الذي عقده المكتب التنفيذي للاتحاد الرياضي العام والذي أسفرت عنه آراء متناقضة لا يمكن أن تبنى عليها الثقة الكاملة بأن منتخبنا بخير، فالأقوال شيء والواقع الصعب الذي يمر به منتخبنا شيء آخر، وحتى لا نقع بأخطاء الماضي وكما حصل في معسكر الإمارات سابقاً الذي ترك ألف إشارة استفهام كبيرة بشأن ما حصل فيه والخلاف الذي وقع بين الجهاز الفني التدريبي وبعض اللاعبين والذي ترك للتكهنات دورها في إشعال نار الشائعات التي أطلقها البعض على مواقع التواصل الاجتماعي وسط غياب أي تصريح رسمي في اتحاد الكرة للرد والتفسير لما حصل، فهذا الموقف السلبي من اتحاد الكرة غير مقبول ويتكرر الآن الموقف نفسه على مبدأ « طنش تعش» الموضة السائدة هذه الأيام لعلّ الأيام القادمة في رأيهم كفيلة بنسيان ما حصل.
لذلك نأمل من اتحاد الكرة والقائمين على إعداد المنتخب أن يكونوا أكثر شفافية فيما يخص المنتخب واستعداده القادم لأن معالجة أمور كهذه لا تتم بالتعتيم أو بتجاهل الآخرين لأن الحقيقة لا يمكن تجاهلها ولو طال إخفاؤها على مبدأ المثل القائل: (بكرا بذوب الثلج وببان المرج) وحتى لا نصل إلى هذه الحالة ومن ثم نتباكى على ما حصل ونفتش كما في كل مرة عن شماعة الأخطاء لنضع عليها أخطاءنا لابدّ من عمل إيجابي واضح ومنسق يرضى الجميع عنه لأن المسؤولية هي مسؤولية الجميع من دون استثناء، فالمنتخب هو منتخب الوطن ووصوله إلى نهائيات كأس العالم القادم هو مطلب جماهيري كبير وحلمها الذي لم يتحقق حتى الآن بسبب أخطاء الاتحادات الكروية المتعاقبة وحتى لا يقع “الفأس بالرأس” ونندم على ما فات لابدّ من مصارحة الذات أولاً والآخرين حول ما يحصل مع منتخبنا قبل فوات الأوان.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار