الكرة الأنثوية خطوات ثابتة

دوري كرة القدم للسيدات بنسخته الثانية انقضت أيامه التنافسية مؤخراً بعد أن حلّ ضيفاً خفيف الظل على الملاعب الرياضية، استطاع من خلال فعالياته الكروية الأنثوية أن يعيد شيئاً من ذكريات الماضي و ألقه و بعضاً من الحضور الجماهيري و لو كان متواضعاً، فالسنوات الماضية حملت الكثير من المنغصات التي طال تأثيرها جميع الألعاب الرياضية ومنها الرياضة الأنثوية بجميع أشكالها، و لكن بالإرادة و التصميم من قبل القيادة الرياضية و القائمين عليها تمت إعادة تفعيل هذه النشاطات الأنثوية من جديد و حسب الإمكانات لتأخذ مكانها الطبيعي ضمن الفعاليات الرياضية الوطنية التي يتم إدراجها بالخطط و الروزنامات الرياضية ، فالانقطاع القسري عن ممارسة رياضة القدم الأنثوية و غياب دورياتها الخاصة أصبح من الماضي، فها هي تعود الآن من جديد و تثبت حضوراً مميزاً من خلال المشاركة الجيدة و الكبيرة نسبياً قياساً بدوري العام الماضي، و يعد هذا مؤشراً إيجابياً يدعو إلى التفاؤل بالمستقبل القادم لهذه اللعبة، و ما المنافسات القوية التي ظهرت في لقاءات هذا الدوري بين الفرق المشاركة و خاصة تلك الفرق المتقاربة المستوى إلا دليل واضح على تحسن الأداء و المستوى للاعبات المشاركات رغم الفترات الزمنية القصيرة و المحدودة التي منحت لهن بالتدريب و التحضير لهذه الفعالية ، و هنا يظهر دور العامل المعنوي لهؤلاء اللاعبات اللاتي أظهرن حماسة قوية و اندفاعة عالية للمنافسة و أيضاً رغبة بالتطور و تحسن صورة و سمعة هذه الرياضة حيث قدمن أفضل ما عندهن من أداء و مهارة و خبرة ، ما ساعد على ظهور أندية متقدمة المستوى و كذلك اكتشاف خامات ووجوه جديدة مبشرة من ذوات الأعمار الصغيرة ، نبارك للفريق الأنثوي المتصدر« الخابور» و نتمنى النجاح و التوفيق لجميع اللاعبات من كل الأندية و نأمل أن يكون هذا الدوري قد شكل فرصة إضافية للتدريب وتكريس الخبرات و زيادة المهارات و ساهم في عملية لم شمل أندية كرة القدم الأنثوية السورية من جديد ليكون منطلقاً للاهتمام والرعاية من قبل القائمين على هذه اللعبة و دعمها و توفير مقومات نجاحها و استمرارها و تميزها من خلال تكثيف النشاطات التدريبية و إقامة المعسكرات و الدورات المحلية و دعم المشاركات الخارجية و تشجيع الدور الإيجابي للفعاليات الاجتماعية و الاقتصادية في تبني و دعم و رعاية الفرق الأنثوية وصولاً إلى مجتمع متكامل رياضياً وحضارياً.