رابع عمل جراحي ناجح لمصاب بكورونا في مشفى القامشلي
للمرة الرابعة على التوالي يتمكن الطاقم الطبي في الهيئة العامة لمشفى القامشلي الوطني «85 كم شمال الحسكة» من إجراء عمل جراحي لمريض مصاب بفيروس كورونا، ويتكلل هذا العمل بالنجاح التام, وذلك في إنجاز طبي مهم يضاف إلى سلسلة الإنجازات التي يحققها القطاع العام الصحي في محافظة الحسكة بشكل عام والهيئة العامة لمشفى القامشلي الوطني بشكل خاص، على الرغم من الظروف الصعبة التي يمر بها هذا القطاع والناتجة عن الأوضاع السائدة في المحافظة.
عن العمل الجراحي الأخير يقول المدير العام للهيئة الدكتور عمر العاكوب لـ«تشرين»: العملية أجريت لمريض يعاني برودة في الطرف السفلي مع انعدام حسي خفيف وعرج في الطرف نفسه, علماً أن المريض يعاني أعراض كورونا مثبتة, وقد تم الاتصال من الحسكة بالهيئة العامة لمشفى القامشلي الوطني من أجل تقديم العلاج اللازم لهذا المريض الذي يدعى (م ع هـ ) ويبلغ من العمر 60 عاماً من قرية الأحمر في ريف الحسكة, وفور وصول المريض إلى الهيئة تم تشكيل فريق طبي لمعالجته مؤلف من عدة أطباء من اختصاصات متعددة، مختصين بالصدرية والداخلية والقلبية، وبشكل إسعافي تم تكثيف الأكسجة وتحسين أكسجة المريض، وبعد اتخاذ الإجراءات الطبية اللازمة له وتصويره بجهاز الطبقي المحوري الذي أثبت بالدليل القاطع وجود كورونا لديه مع مسحة الـ PCR المثبتة, تبين أن الأعراض التي يعانيها والمتمثلة بالبرودة وانعدام حسي خفيف وعرج في الطرف السفلي ناتجة عن حدوث صمّة كبيرة وشديدة في الطرف المصاب، وبناء على هذا التشخيص تم إدخال المريض من قبل الطبيب المختص جراح الأوعية الدكتور حسن الحسن والفريق الطبي المرافق له إلى غرفة العمليات واستئصال الصمّة التي بلغ حجمها أكثر من 40 سم وتكللت العملية بالنجاح التام وتم تحويل المريض إلى جناح العزل وهو متابع باستمرار من قبل الفريق الطبي المختص ويتماثل للشفاء من العمل الجراحي ومن كورونا, وقد أجرى هذا العمل الجراحي الكبير الدكتور حسن الحسن اختصاصي جراحة أوعية بمساعدة الدكتور جوزيف إيليا طبيب مقيم وجاسم الخضر مساعد عمليات والمخدّرَين علي بيجو وعبد الكريم الحربي. علماً أن أغلب المرضى الذين يعانون من داء كوفيد 19 تحصل لديهم خثرات وصمّات بأحجام متفاوتة وفي مناطق مختلفة من أجسامهم.
وعن العمليات الجراحية التي أجريت في الهيئة قبل هذا العمل الجراحي لمرضى مصابين بفيروس كورونا، يقول الدكتور العاكوب: تم إجراء ثلاث عمليات تكللت كلها بالنجاح التام، والمرضى جميعهم الذين أجريت لهم العمليات الجراحية تعافوا تماماً من العمل الجراحي ومن فيروس كورونا.
أما العملية الثالثة فكانت عملية ولادة قيصرية لمريضة تبلغ من العمر 35 عاماً تم رفضها من قبل أربعة مستشفيات خاصة في مدينة القامشلي نظراً لخطورة وضعها لكونها مصابة بداء كوفيد 19 وعلى وشك الولادة لديها طلق, وكان معدل أكسجتها حوالي 71. حيث تم وضع المريضة في سيارة خاصة ورميها على باب الهيئة العامة لمشفى القامشلي الوطني، ما دفع الطاقم الإسعافي في الهيئة إلى أن يهرع إليها ويقوم على وجه السرعة بإدخالها إلى قسم الإسعاف وتقديم كل الإسعافات الأولية اللازمة لها, كما قامت إدارة الهيئة بتشكيل فريق طبي لمعالجتها مكوّن من أطباء مختصين بالنسائية والصدرية والداخلية, وتم إدخال المريضة إلى غرفة العمليات بعد تحسين أكسجتها, وتكللت العملية بالنجاح التام ورزقت المريضة بطفلة وضعها الصحي جيد، وبعد أن شفيت المريضة تماماً تخرجت من الهيئة وهي في غاية السعادة والفرح بتعافيها من كوفيد 19 من جهة و بمولودتها من جهة ثانية.
ومن الجدير بالذكر أن الهيئة العامة لمشفى القامشلي الوطني في محافظة الحسكة افـتُـتِـحَـت بتاريخ 30/9/2005 كمشفى، ومن ثم تم تحويله إلى هيئة عامة مستقلة في عام 2011 بمرسوم أصدره السيد الرئيس بشار الأسد, وسنوياً تقدم الهيئة نحو 550 ألف خدمة لسكان محافظة الحسكة ومحافظتي الرقة ودير الزور في مختلف المجالات العلاجية والوقائية.