التعلم عن بعد.. هل فقد الطلاب مهارات النسخ والكتابة؟
منذ أن انتقل التعليم من الصفوف إلى المنصات التعليمية في بعض المدارس فقد الطلاب العديد من المهارات الأساسية، وذلك لأن تجربة التعلم عن بعد، لم تكن سهلة على جميع التلاميذ الذين شهدوا تراجعاً في مهارة النسخ والكتابة وغيرها.
ويجد أولياء الأمور صعوبة كبيرة في المتابعة الصحيحة للأبناء، بما يخص الواجبات المدرسية، وإن كان بالفعل تحسن أداؤهم، إذ يحاولون تعويضهم عما فقدوه بسبب جائحة كورونا، من خلال تنمية المهارات الكتابية والحسابية والنسخ والإملاء وتكليفهم بحل واجبات حتى، وإن كانت أكثر من المطلوب منهم.
تقول والدة سيدرا- رابع ابتدائي: قمت بإعداد جدول دراسي خاص بأبنائي وبمختلف مراحلهم، تخلله النسخ والكتابة، وحل مسائل الرياضيات مع حفظ المزيد من كلمات اللغة الإنكليزية، وخصصت يومي الجمعة والسبت لمراجعة تراكمية لمواد الأسبوع والقيام بالمهارات كافة.
وتوافقها الرأي والدة الطالب سليمان في الصف الثالث التي تقوم بإعطاء ابنها بشكل يومي واجباً إضافياً في الرياضيات، وآخر في كتابة اللغة الإنكليزية، ولاسيما أن معلمته لم تعد تطلب هذه المهارات من التلاميذ، خصوصاً ممن اختاروا التواصل معها عبر «الواتس أب».
الاستشارية التربوية ربى ناصر بينت أن التعلم عن بعد أخذ خلال فترة الحجر منحنى إيجابياً، فقد أزاح بعض العناء في الدراسة عن الأهل بدروس مجانية بشكل تعزيزي، وإثرائي على شبكة الإنترنت فقد نظم الدرس الإلكتروني الوقت لدى التلميذ والأهل وفق موعد الدرس، وعزز لديه استخدام الأجهزة الإلكترونية بأشياء إيجابية، وبين هذا وذاك أصبح لدينا تلميذ شغوف بأن يكتب ليرسل صورة دفتره للمعلمة على المنصة التي يتواصل معها، فيسمع اسمه وهي تعززه وتمدحه وتقوي ثقته بنفسه، وتالياً في التعلم عن بعد لم يتغير على الطالب شيء، بل شعر بنفسه كأنه في القاعة الصفية، وازدادت المهارات الكتابية والنسخية، وأضحت ميوله لترتيب كتابته وتنظيمها أوسع وأشمل، لكون جميع من معه على المنصة سيشاهدون إبداعاته، ونحن كتربويين نتبع نموذج مجموعات «الواتس» لتسهيل التواصل على الأهل، والسؤال عن مستوى التلميذ، ومن ناحية أخرى لاستثمار وقته في أيام العطل، فهو يقضي نهاره يتدرب ويرسل ما أنتج على المجموعة ليسمع التحفيز من معلميه، وهذا في حد ذاته إنجاز فيما يخص الطالب الذي يتدرب على الكتابة والنسخ .
وعن تجربة شخصية تقول الاستشارية التربوية ناصر: التعلم عن بعد عزز وأسس الأطفال في مرحلة الرياض، وحفّزهم على الإنتاج كتابياً، مضيفة أن على الأهل متابعة العملية التعليمية للأبناء، حيث إن التلاميذ الأصغر سناً بحاجة لدعم وتوجيه مباشرين، ومتابعة مستمرة لمن يدرسون عن بعد، فالمراحل التعليمية الثلاث الأولى تحتاج متابعة حثيثة، والمعلم أكثر دراية بما يحتاج الطالب لإنجازه بشكل يومي بعد انتهاء الحصة في كل مادة، ويمكن لأولياء الأمور الاستعانة بالمعلمين فيما يتعلق بالواجبات، وإن كانت أكثر من المطلوب إنجازه، بحيث يساعد ذلك على تمكين الطلاب من موادهم التعليمية.
وتلفت إلى ضرورة معرفة نقاط الضعف لدى الطلبة، سواء في المهارات الحسابية أو النسخ أو القراءة، وتالياً الاستعانة بالمعلمين لتنمية هذه الجوانب والعمل على تطويرها، ومعالجة مواطن الخلل.
وفيما يتعلق بالطلاب الأكبر عمراً، فلابد من توجيههم وتعليمهم الاعتماد على النفس بمتابعة الواجبات، فالأهل دورهم ينصبّ على المساعدة وتلبية متطلبات الدراسة، وتلفت إلى أن الدور الكبير لأولياء الأمور في تشجيع الأبناء على النسخ والكتابة، وحل مزيد من التمارين والاستمرار في القراءة سواء في اللغة العربية أو الإنكليزية، حتى لا يفقد الطالب الشغف في الدراسة من جهة، والقدرة على إنجاز تلك المهارات التي كان معتاداً عليها خلال التعليم التقليدي من جهة أخرى.