تتسع دائرة الاحتجاجات والمظاهرات الغاضبة في دول العالم ضد إجراءات الإغلاق التي اتخذها الكثير من الحكومات بسبب ارتفاع الإصابات بفيروس كورونا بشكل كبير خلال الأسابيع الأخيرة مع تخوفها من موجة ثالثة من الوباء، وهو ما دفعها إلى تشديد الإجراءات والإغلاقات مع استخدام القوة ضد المنددين بها.
المتظاهرون في دول العالم يعارضون تلك الإغلاقات نظراً لآثارها الاقتصادية والحياتية المدمرة عليهم ويشككون في جدواها، وهو ما دفعهم إلى الخروج للشوارع في الكثير من المدن بالعالم احتجاجاً على تلك القيود وتنديداً بالعنف المفرط من قبل قوات الشرطة معتبرين من جانب آخر أن اللقاحات التي بدأت حكومات الكثير من الدول تطعيم سكانها بها مضرة وتؤدي إلى الوفاة.
ففي بريطانيا، شهدت مدينة بريستول أمس مظاهرات حاشدة شارك فيها آلاف الأشخاص تنديداً بمشروع قانون حكومي في البرلمان يمنح الشرطة سلطات جديدة لفرض قيود على الاحتجاجات في الشوارع وخاصة مع مخالفي الإجراءات الاحترازية والقيود التي تفرضها الحكومة لمواجهة فيروس كورونا.
وجرت خلال تلك المظاهرات مواجهات مع الشرطة البريطانية التي استخدمت العنف المفرط ضد المحتجين بينما أظهرت مقاطع فيديو نشرت على الإنترنت محتجين يحطمون نوافذ مركز الشرطة الرئيس في بريستول ويطلقون المفرقعات النارية رداً على استخدام العنف ضدهم.
وتأتي تلك المظاهرات بعد أن دعا أكثر من 700 باحث قانوني رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون إلى رفع «القيود الصارمة» التي اتخذتها الحكومة لمواجهة الموجة الثالثة من تفشي جائحة كورونا في حين وقع أكثر من 60 نائباً على رسالة موجهة إلى وزير الداخلية بريتي باتيل نظمتها مجموعة الحملات «ليبرتي وبيغ براذر ووتش» يحذرون فيها من السماح للشرطة بتجريم الاحتجاج، مبينين أن عمليات التوقيف بحق المحتجين «غير مقبولة وغير قانونية».
وفي فرنسا فرقت الشرطة بالقوة آلاف المتظاهرين قرب ميناء مرسيليا جنوب البلاد الذين خرجوا خلال الكرنفال السنوي «لا بلان» احتجاجاً على الإجراءات الاحترازية والقيود التي تفرضها الحكومة لمواجهة فيروس كورونا في البلاد.
وتنكر نحو 6500 شخص بأزياء متنوعة معظمهم من الشباب ومن دون كمامات في مرسيليا متحدين القيود الصحية المفروضة لمكافحة وباء كورونا خلال الاحتفال بالكرنفال الذي عدّوه «متنفساً لهم» في حين عدته الشرطة غير مسؤول على الإطلاق لأنه لا يحترم التدابير الصحية وهددت بتغريم المخالفين.
وفي ألمانيا وقعت اشتباكات بين عناصر الشرطة وآلاف المحتجين في مدينة كاسل وسط البلاد بعد محاولتهم تخطي الحواجز الأمنية المفروضة.
ووقعت الصدامات عندما حاول محتجون كانوا في ساحة بوسط المدينة كسر طوق أمني للانضمام إلى متظاهرين آخرين واستخدمت الشرطة القوة بوساطة الهراوات وخراطيم المياه لقمعهم وتفريقهم.
وفي العاصمة الألمانية برلين حشدت السلطات نحو 1800 ضابط شرطة لتفريق أي احتجاجات محتملة بينما شهدت عدة مدن ألمانية أخرى مثل هذه المظاهرات في نهاية الأسبوع الماضي حيث يأتي ذلك على خلفية حملة تطعيم بطيئة حسب خبراء لتفادي موجة ثالثة من حالات كورونا على الرغم من القيود المفروضة منذ أشهر لوقف تفشي الوباء.
ورداً على تلك المظاهرات تعتزم المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل الاجتماع اليوم مع مسؤولي المقاطعات الألمانية الـ 16 لاتخاذ قرار بشأن تدابير جديدة محتملة.
وفي سويسرا تظاهر نحو 8 آلاف شخص في مدينة ليستل ومدن أخرى للمطالبة بإنهاء تدابير مكافحة فيروس كورونا حيث رفع المحتجون الذين لم يضع كثير منهم كمامات لافتات كتب عليها كفى واللقاح يقتل ودعوا الحب لا الخوف يرشدنا.
وفي العاصمة النمساوية فيينا تظاهر نحو ألف شخص في شوارع المدينة وعمدت الشرطة إلى تفريقهم بالقوة بينما شهدت العاصمة البلغارية صوفيا مظاهرة مناهضة للقيود والإجراءات ضمت نحو 500 شخص.
وفي هولندا فرقت الشرطة الهولندية أمس مئات الأشخاص تجمعوا في أمستردام في ميدان المتاحف للاحتجاج على استمرار القيود التي فرضتها الحكومة للحد من انتشار فيروس كورونا بوساطة خراطيم المياه.
وفي فنلندا أعلنت الشرطة أن نحو 400 شخص تظاهروا في العاصمة هلسنكي للاحتجاج على القيود التي فرضتها الحكومة لمواجهة كورونا كما تم تنظيم مظاهرات أصغر في مدن فنلندية أخرى.
وهتف المتظاهرون في هلسنكي بشعارات مثل “دعوا الناس يتكلمون وحملوا لافتات كتب عليها عبارات مثل «الحقائق والأرقام لا تضيف» بينما تظاهر أكثر من ألف شخص في رومانيا ضد التطعيم بشوارع العاصمة بوخارست مرددين شعارات مثل منع التطعيم والحرية.
وفي كندا، تحدى آلاف المتظاهرين من جميع أنحاء مقاطعة ألبرتا غرب البلاد قيود كورونا وتجمعوا في حديقة برينسز آيلاند في مدينة كالغاري للاحتجاج على قيود كورونا وذلك في إطار الاحتجاجات العالمية المناهضة للإغلاق.
كما شارك أكثر من ألف شخص من سكان مدينة مونتريال في مقاطعة كيبيك الكندية في الاحتجاجات ضد القيود وتم اعتقال أربعة أشخاص.
وفي أستراليا، شهدت عدة مدن بينها ملبورن وسيدني وبريسبان وبيرث احتجاجات خلال الأيام الماضية ضد إجراءات الإغلاق ورفع المحتجون شعارات مثل إنه جسدي وإنه خياري لكن الشرطة قابلت تلك الاحتجاجات بالقوة واعتقلت العديد من الأشخاص في ملبورن.
«سانا»