السياسة العدائية للولايات المتحدة ستسرع زوالها

أشار موقع “موون أف ألاباما” إلى أن السياسة الخارجية للإدارة الأمريكية الحالية تشبه إلى حد كبير السياسة الخارجية للإدارة السابقة، إنها -باختصار- سياسة “كارثية”، تؤيد تشديد العقوبات على فنزويلا وممارسة أقصى ضغط على إيران، وتستمر في تدخلاتها المدمرة في منطقة الشرق الأوسط، وخاصة في العراق و سورية واليمن، لافتاً إلى أن أياً من سياسات “نحن أقوياء” التي تنتهجها الإدارات الأمريكية لا تحقق أي غرض.

وبين الموقع أن العالم ينظر إلى سلوك المسؤولين الأمريكيين نظرة سلبية، خاصة أن أفعالهم تفتقر إلى المعرفة والحنكة السياسية، فقد سبق أن شدد وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، على إمكانية حل النزاعات في منطقة الشرق الأوسط سلمياً، بعيداً عن الوسائل العسكرية والاستفزازية، لكنه صرح أن بلاده لن تتردد في استخدام القوة عندما يتعارض ذلك مع مصالحها.

وأفاد الموقع، في حين وصف وزير الخارجية الأمريكي علاقة بلاده بالصين بأنها “أكبر اختبار جيوسياسي للقرن الحادي والعشرين، إلا أن بلينكن قال:”إن التحدي الذي تمثله الصين مختلف، فالصين هي الدولة الوحيدة التي تمتلك القوة الاقتصادية والدبلوماسية والعسكرية والتكنولوجية لتحدي النظام الدولي المستقر والمفتوح- وكل القواعد والقيم والعلاقات التي تجعل العالم يعمل بالطريقة التي نريدها، لأنه يخدم في النهاية مصالح الشعب الأمريكي”.

وأضاف الموقع: في أول اجتماعات مباشرة بين كبار المسؤولين في الولايات المتحدة والصين، منذ تولى الرئيس الأمريكي جو بايدن منصبه، قال مسؤولون أمريكيون إن الولايات المتحدة ستتخذ موقفاً لا هوادة فيه في المحادثات التي جرت مع الصين في آلاسكا، من جانبها دعت بكين إلى إعادة ضبط العلاقات، التي هي الآن في أدنى مستوياتها منذ عقود، لكن واشنطن قالت إن محادثات آلاسكا ستكون لمرة واحدة، وأي مشاركة مستقبلية تعتمد على ما سمته واشنطن “تحسين الصين لسلوكها”، إلا أنه وبعد أيام من التشهير الأمريكي بالصين، اتضح لبلينكن أخيراً أنه بحاجة إلى مساعدة الصين، وهذا ما بدا واضحاً في أبرز عناوين الصحف الأمريكية والبريطانية، وهي:

“بلينكن يحث الصين على إقناع كوريا بنزع السلاح النووي”- الأسوشيتد برس 18 آذار الحالي.

“يجب على الصين إقناع كوريا بالتخلي عن الأسلحة النووية”– الغارديان 18 آذار الحالي.

ما يطرح السؤال، لماذا -بعد كل هذا الهجوم الأمريكي- ستساعد الصين الولايات المتحدة في حل مشكلة كوريا الديمقراطية؟

يمكن رؤية السلوك العدواني نفسه فيما يتعلق بروسيا، حيث وصف بايدن الرئيس الروسي بوتين بـ”القاتل”، كما كتب الخبير الروسي بول روبنسون.

بالنسبة لتعليقات بايدن، فماذا يمكن للمرء أن يقول؟ ألم يأمر بقصف مناطق في شرق سورية، ألا يجعله ذلك “قاتلاً” أيضاً؟ يجب على السياسيين تجنب هذا النوع من اللغة، خاصة أن أحد المقولات الروسية تقول: “لا يزال بإمكان المرء التفاوض مع الأوغاد، ولا يمكن التفاوض مع الحمقى، فكيف يمكن التفاوض مع الولايات المتحدة التي تحمل كلا الصفتين؟”.

وتابع الموقع: أصدرت “دائرة التفكير المشتركة للقوات المسلحة الفرنسية”، وهي مؤسسة بحثية مستقلة تضم جنرالات سابقين وكبار ضباط القوات الفرنسية، رسالة مفتوحة إلى الأمين العام لحلف “ناتو” ينس ستولتنبرغ اتهمته فيها بالانحياز للولايات المتحدة، تقول الرسالة: “إن الولايات المتحدة تدعي مراراً الخطر الروسي في حين أن التهديد الحقيقي لأوروبا هو الإرهاب الناجم عن التدخلات الأمريكية في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا”.

وختم الموقع: إن العداء الذي تخلقه الولايات المتحدة، من خلال سلوكها وتصريحات مسؤوليها المتناقضة، والذي لا يقتصر على روسيا والصين وبعض دول الشرق الأوسط، يهدد الاستقرار والأمن العالمي.

قد يعجبك ايضا
آخر الأخبار